الفکرة هي الاداة التي تصنع الفن، حيث تعلو على الشکل فيصبح العمل عملية أبداعية مثل الفلسفة يحددها الجدل ووضع التساؤلات، وهنا فک الارتباط بين الممتلقي ووظيفة الفن، وتوظيف المدرک البصري مع الحواس، والتحرر من قيود الصنعة الشکلية، حيث يتخطى العمل المفاهيمي بتحويل الواقع وصياغته من جديد بأساوب فني في الجمال المطلق، لذلک ينظر الى الواقع هو المجال الاساسي للمقابلة الجمالية اي تحوي بحد أدنى للجمال، وتحويل العمل من مضمون الى مفهوم اي التحرر من القيود.
يجب ان يکون السؤال الاول في الذهن ما هو الفن المفاهيمي، هل هي اعمال ترکز على الفکرة التي هي المفهوم الرئيسي للمفاهيمية، ووجودها الفلسفي القائم على ايجاد الحلول للأفکار عبر طرحها بشکل ملفت للنظر عن طريق الصورة التي تحمل أيقونات ورموز يتطلب من المتلقي حل شفراتها.
لو أمعنا النظر في قول (آليوت) (شکل بلا نمط، ظل بلا لون، قوة مشلولة، أيماءات بلا حرکة)، نجد تفکيک في العالم الخارجي عبر الصورة الحداثوية البليغة، فالشکل هو الصورة الخارجية وهو الفن الخالص المجرد من المضمون والذي تتمثل فيه الشروط الفنية للعمل الفني.
الفن المفاهيمي الذي يرجح الکثيرون انه أنطلق مع التصوير الفوتوغرافي، حيث وجد نفسه مع هذا الابداع الفني و من هذا الخليط بين الصورة الفوتوغرافية التي اتکأت على عدة معطيات، بجانب اللوحة التشکيلية للمادة حيث نلمس وجود مادتين الاولى صورة فوتوغرافية والثانية مادة أخرى على سبيل المثال عمل الفنان (جوزيف کوست) الذي جمع بين الصورة الفوتوغرافية والشکل الشيئي للکرسي کمادة جاهزة لتصبح عبارته الشهيرة التي أوردها بجانب عمله الفني کشفاً مفاهيمياً عن فکرة جديدة، ظهرت أعمال عديدة في السينما تحمل أبداع جديد عبر المحاکاة لعناصر اللغة السينمائية بطرق حديثة تضفي لها روح التجدد.