قسَّم علم الاجتماع الممارسات الاجتماعية على نوعين، السلبية کالصراع والاقتتال، والايجابية کالتعاون والتکافل الاجتماعي التي تُحقِّق الرفاه والعدالة والاستقرار المجتمعي، تناول البحث هذه الجزئية ذات الأهمية، وهي عادة ما تظهر بجلاء مع حدوث الأزمات الکبيرة التي غالبا ما ترافقها مشاکل عوز وفقر وعدم استقرار، وسعى البحث من خلال واقع حال مجتمع في ذروة أزمتة  کشف الممارسات الانسانية الايجابية التي عمل بها افراده، وقد تطرَّق البحث إلى تعريف مفهوم الممارسات الاجتماعية، وبيان أوقات ظهورها وکشف مدى تأثيراتها الروحية والمعنوية لمعالجة المشاکل المصاحبة للأزمات.   تُعدُّ الأزمات (Crisis  ) من المشاکل الانسانية القديمة، تزداد خطورتها کونها تظهر بشکل مفاجئ وسريع، ويهدف البحث إلى توضيح مفهوم الأزمة ونوع الممارسات الاجتماعية المصاحبة لها، وعرض اسلوب ادارتها من قبل الدولة والمجتمع، والتعامل الصحيح لإحتوائها صحياً واجتماعياً، ولغرض فهم هذا المصطلح تطرق البحث لمعرفة انواع الأزمات، والمراحل التي تمر بها، وسماتها، وخصائصها، وأسبابها. وتناول البحث ايضاً  أساليب حل الأزمة بالطرق التقليدية والطرق الحديثة بمساعدة الحکومة والجهات المختصة، مع تکاتف المجتمع من خلال بعض الممارسات الاجتماعية الايجابية وتوعية افراده للتصدي لأضرار الأزمة النفسية والمجتمعية، وعرض البحث الکيفية في استنباط الحلول من نهج الرسول محمد (ص) والقواعد الدينية التي أرتکز عليها في مواجهة الأزمات وادارتها. وأهتم البحث ايضا بمفهوم المسافات الاجتماعية والتکافل الاجتماعي في ظل أزمة کورونا في العراق والعالم، والرسائل الإنسانية المتمثِّلة بالممارسات الاجتماعية والتکافل الاجتماعي الطوعي في العراق الذي يقدِّمه الافراد ومؤسسات الدولة لمواجهة الأزمة الصحية، حيث کانت مشکلة البحث الرئيسة هي الأزمة الصحية في العراق وتداعياتها المجتمعية. استعمل الباحث المنهج الوصفي کونه يعتمد على وصف الظواهر المختلفة من خلال الدراسة التحليلية لها ليصل الى نتائج دقيقة. وتوصَّل البحث إلى استنتاجات وتوصيات عديدة منها تهيئة الأجواء العملية لتکافل أکثر فاعلية في توفير بيئة ملائمة للعمل الخيري للمساهمة في تخفيف اعداد المهدَّدين بالفقر جراء الأزمات. وضرورة بث روح التعاون والتکافل الاجتماعي والابتعاد عن الأنانية، وزرع الأمل والتفاؤل بين أفراد المجتمع  للتخفيف من خطورة الوضع  ورفع المعنويات وتقوية الجهاز المناعي والابتعاد عن التشاؤم والقلق في مواجهة الأزمات.