الحديث النبوي نبض يفيض بياناً، وبلاغة، وفصاحة، وتوجيهاً، وتربية للنفوس، وللعقول، وهو الهادي بعد القرآن الکريم إلى الخير، والصلاح، وقد کانت عناية هذا البحث بما جاء عنه e من أقوال تتصل بحق الجار في کتاب الإيمان من صحيح مسلم، والمنهج الذي سار عليه هذا البحث جمع بين المنهج الاستقرائي، والتحليلي البلاغي، لتتمکن الدراسة من خلال جمع الروايات المتعددة من النظر في أساليبها، وطريقة تراکيبها، وبناء جملها، وسياقاتها، والإفادة من ذلک في الکشف عن الإضاءات البيانية، واللطائف البلاغية، التي نعمت بها أقواله e في مبناها، ومعناها. فقد کان لکل قول نبوي أسلوب خاص به من حيث إفادة المخاطب، والعناية به وبکيفية تلقيه الخبر وهذا ما نجده جلياً واضحاً في ذخائر ألفاظه e ، وفي تسلسل أفکاره، وبناء معانيه، وفي مناسبة اللفظ لمعناه، وفي تعدد روايات الحديث الواحد والتي تتناولها البلاغة بما يسمى مطابقة الکلام لمقتضى الحال، وأن لکل مقام مقال وهذه النية البلاغية هي بنية أساس في البيان النبوي لأنه e { بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [التوبة:128].