يعدُ موضوعُ الهوى من الموضوعات المهمة في القرآن الکريم, فهو يصلح أن يکون ليس بحثاً صغيراً ضيق الحدود، فحسب فربما تحديده في إطار البحث الضيق قد لا يفي بجوانبه الفنية الحقيقة. لذلک فهو يصلح أن يکون بحثاً للدراسات العليا کالماجستير أو الدکتوراه. ولأهميته رأيت أن نسلط الضوء عليه عبر هذه الدراسة.
وموضوع الهوى مهم جداً، وقد تکلم عنه الکثير من أهل العلم والمعرفة فضلاً عن بعض الدراسات البسيطة التي تناولت جوانب بسيطة فيه، قد نجدها هنا أو هناک متفرقة في الکتب، ولذلک وجدت من المفيد أن تکون هناک دراسة شاملة. فاخترت أن تقوم الدراسة على أهم الجوانب البلاغية والفنية الموجودة في النصوص التي ورد فيها لفظ الهوى حيث جاء في القرآن الکريم عبر معانٍ ودلالات فنية رائعة، فضلا عن اشتقاقات مهمة هي(هوا،هواء،يهوى، تهوي وأهواءهم.....الخ) .شکلت هذه الاشتقاقات من خلال التعالق النصي بينها وبين المعنى العام للسياق من جهة، وبين ما جاء فيها من أساليب من جهة أخرى أجمل وأبلغ الدلالات وهي ما قامت عليه خطة الدراسة.
ولکي نُحيط بجوانب الموضوع قُسّمَ البحث على مبحثين ومقدمة وخاتمة . خُصص الأول لبيان معنى الهوى لغةً واصطلاحاً, ومعناه الفراغ المدود بين السماء والأرض, فضلاً عن الشهوة والنزوة إذا ما جاء مقترناً بالنفس.
وجاء المبحث الثاني لبيان أنواع الدلالات وهي:
الدلالة المرکزية: وهي الدلالة المهيمنة والتي جاءت من المعنى اللغوي والاصطلاحي للفظة.
الدلالة الثانوية: والتي نتجت عن تلک العلاقة بين لفظ الهوى ومعنى السياق العام تحت هيمنة الدلالة المرکزية وتنوعت الى:
ا. الدلالة الحرکية: والتي اختصت بإظهارالجانب الحرکي للشئ بصورة شاخصة مُحسة, عبر بعض الالفاظ وفاعلية بعض الأساليب
ب. الدلالة المجازية: حيث تجسدت هذه الدلالة من خلال جمالية بعض الألفاظ والأساليب داخل النسق الفني للآية کالتشبيه، المجازوالکناية .....ألخ.
ج. الدلالة النفسية: وذلک من خلال بعض المعاني النفسية لبعض الألفاظ في النص.
ثم عَرّجتُ على ما ِفي هذه الدلالات من قيمة جمالية نتجت من خلال العلاقة بين تلک الدلالات.