تشکل تقنية السرد، أو مظاهره في شعر الطرماح مسحة جمالية يمکن ملاحقتها وتتبع آثارها  على شعرية القصيدة عنده، وقد رأينا مکونات السرد في نصه قائمة على اتساق منظم يعتمد على الحدث وأنساقه، وعلى الشخصية التي تستوعب هذا الحدث وتتفاعل معه، ليحتضنهما فضاء يعد الزمان والمکان أهم مقوماته، وهذه العوامل کلها تفضي في النهاية الى خلق بناء ذي شمولية يأخذها الباحث/الناقد حصيلة طبيعية لتعامله مع النص.. يکشف الحدث في شعر الطرماح صراعا داخليا  يعکس أبعاد الواقع الذي يحيط به، إذ يعبر عنه بطريقة إخبارية، أو بصورة سردية، وبرؤية إبداعية خاضعة لتحولات نفسية وشعورية، يحرص على بثها إلى المتلقي بعنف، أو بقوة؛ ليثبت بذلک أهدافه النفسية، والاجتماعية، وبتفصيلاتها الدقيقة. وقد قام الجهد البحثي هنا على الکشف عن أنساق بناء الحدث، وماهيته في العمل الشعري المتکئ على السردي، بناء، وتعبيرا؛ محاولاً بذلک الوقوف على أهم أنساق هذا العنصر، ووفقاً لما جاء في بنية شعر الطرمّاح، فضلا على کيفية اشتغاله.