يتناول هذا البحث تقنيات المعلومات والاتصالات بوصفها احدى الوسائل المهمة للغاية في عملية تعليم اللغة الفرنسية في جامعة بغداد، والتي تُعدّ انموذجاً لجامعات عراقية اخرى تحتضن اقساما للغة الفرنسية. اذ يرى الباحث ضرورة تحفيز المتعلم الجامعي العراقي ، الذي يشهد ثورة رقمية تهيمن على العالم باسره ، من خلال تبني الوسائل الحديثة في تدريس اللغات ، والتي توفرها التقنيات الرقمية الحديثة بما تشتمل من تطبيقات وبرامج ومنصات الکترونية تتيح ، للتدريسى والطالب معاً ، امکانات هائلة لا يقوى على توفيرها التعليم التقليدي.
فضلا عن ذلک ، فان الباحث يدعو ، ضمن اطار تعليم اللغة الفرنسية في جامعة بغداد، الى تبنّي المنهج العملي ، او ما يعرف بـ "المنهج القائم على العمل" (Approche Actionnelle) ، الذي يوصي به الاطار الاوربي المرجعي الموحد للغات (CECRL) ، والذي يعد اليوم بمثابة المرجعية الاولى في العالم لکل ما يتصل بعمليات التعلّم والتعليم وتقويم الاداء للغات الاجنبية. وعليه ، يقدم الباحث نشاطات تدريبية حديثة ، لم يتم تناولها سلفاً في القسم ، من اجل ان يمارسها المتعلمون باستخدام لغة الاختصاص ، اي ان تکون اللغة فيها وسيلة وليست غاية فقط کما هو معهود في السابق ، وذلک بمساعدة التطبيقات الحديثة والمنصات الاليکترونية ، التي تساهم شيئاً فشيء قي استقلالية المتعلم وصولا الى حالة التعلّم الذاتي (autoapprentissage).
يشتمل البحث على جزء نظري ، يورد فيه الباحث اراء المتخصصين وعلماء اللغة بصدد ما ذکر اعلاه ، يليه جزء عملي يقوم على تطبيق ما ذکر في الجانب النظري . اذ يشرف الباحث على عيّنة من المتعلمين في المستوى الجامعي تنظوي في مجموعات صغيرة لاعداد مشاريع رقمية صغيرة باستخدام لغة الاختصاص (الفرنسية) وبالاستناد الى الوسائل والتطبيقات الرقمية الحديثة. ثم يتبع هذا النشاط المميز اطلاق استبانة اليکترونية ، من طرف الباحث، للتحقق من التجربة التي تم القيام بها، بما يتطابق والافکار التي جاء بها "المنهج القائم على العمل" ، والذي يتبنى نظرية کون متعلم اللغة لاعباً اجتماعياً (acteur social) يتوجب عليه انجاز انشطة معينة (tâches) .