الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
المودة والرحمة من القيم الأخلاقية والاسلامية والانسانية الرفيعة، وهي رقة في القلب، وصفاء النفس وطهارة الروح، ولعظم هاتين الصفتين حثنا عليهما الله سبحانه وتعالى ورسوله الکريم محمد-عليه أفضل الصلاة والسلام-، وهي من الأمور المجتمعية التي تساهم في بناء مجتمع متماسک ومترابط، فلو تراحم الناس بعضهم بعضاً، وجعلوا المودة أساساً في حياتهم ما وجد شقي ولا محروم، فالمودة والرحمة دليل الى السعادة في الدنيا والاخرة.
وقد اقتضت طبيعة البحث ان أجعله في مقدمة ومبحثين وخاتمة.
جاء المبحث الأول بعنوان ماهية المودة والرحمة، والذي تضمن ثلاثة مطالب، الأول: تعريف المودة والرحمة، والثاني: المودة والرحمة في الکتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين، والثالث: معاني المودة والرحمة في القران الکريم ، أما المبحث الثاني بعنوان مظاهر المودة والرحمة في الاسلام وأثرها على الفرد والمجتمع, وجاءت الخاتمة ملخصة لاهم النتائج.
أما أهم النتائج التي تم التوصل اليها، ان المودة هي محبة الشيء وتمني کونِه، أما الرحمة فهي رقة في النفس، تبعث على جلب الخير لمن تتعدى إليه. ومن معاني الرحمة في القران الکريم الاسلام، والمغفرة، والجنة، والسعة، والمطر، وغيرها. ومن مظاهر المودة والرحمة في الاسلام رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، التوسط في العبادات، شفقة الامام بالرعية، ورحمة الأبناء بالوالدين ورحمة الوالدين بالأبناء، والرحمة بالضعفاء التي يشمل الرحمة بالنساء، واليتامى والأرامل، والخدم والعبيد.