خلق الله  تعالى الإنسان مکرمًا، وخصه بخصائص لا يشارکه فيها أحدٌ من المخلوقات، فجعل منه ذلک الکائن الذي تجتمع فيه المسؤوليات والحقوق والواجبات جنباً إلى جنب مع الرغبات والمشاعر النفسية والمستلزمات والمطالب الفطرية، فجاءت الشريعة مراعيةً هذا التکوين البديع لخلق الإنسان؛ فلم تحرم المسلم من العادة الإنسانية المشترکة (الفرح والسرور والاحتفال)، لکنها عملت على ضبطها وتهذيبها وتوجيهها إلى ما يتفق مع هدي الإسلام القويم، ومقاصده وقيمه السامية، وتعاليمه وتشريعاته الفاضلة؛ فجاءت هذه الدراسة لبيان مفهوم الأعياد والمناسبات في الإسلام وفي الديانات المختلفة، باعتبار أن الإسلام هو امتداد حضاري للإنسانية جمعاء. وقد صنفت الدراسة الأعياد والمناسبات وفق مفهومي العادات والعبادات وضوابطهما لتمييز ما هو من ديننا أو يجري فيه حکم الأصل، وبين ما هو ليس من ديننا ويندرج تحت مفهوم الإحداث المزيف والابتداع الضال، وفصلت الدراسة المناسبات إلى تاريخية إسلامية، ومناسبات اجتماعية عامة، وصولاً إلى المناسبات العالمية المشترکة، والمناسبات الخاصة بديانات محددة، وتوصلت الدراسة إلى أن التمييز بين الأعياد والمناسبات يجعل تصنيفها بين الإباحة والتحريم أمراً متناولاً وهيناً وفق ضوابط العادات والعبادات.