برزت في کتب التاريخ الاسلامي عدة شخصيات علمية انتهجت الرحلة سبيلاً لطلب العلم، مهما اختلف نوعه او تخصصه فمنهم من سعى في علوم الدين (وهم الغالبية) وآخرون سعوا في طلب العلوم الطبيعية او العلوم الصرفة وغيرها من العلوم، بل هناک منهم من کان جامعاً لشتى انواع العلوم . ومن الشخصيات التأريخية البارزة التي سعت في طلب علوم الدين وتواريخ الامم هو الحسين بن حمدان (ت346ه) العراقي المولد المصري الموطن الشامي الوفاة، اذ کان نموذجاً حسناً للبحث لعدة مبررات، ففي الوقت الذي وجدنا في سيرته ما يهم لدراسة تاريخية لم يسبق ان خاض بها احد الباحثين، وجدنا ايضاً ان العلوم وطريقة تنقله بين البلاد ساعياً في طلب العلم، مادة جزيلة ووافية لإيصال الهدف التاريخي المراد من الدراسة،اذ يعد تنقله منذ سن مبکر بين مدن العراق والحجاز ومصر والشام، وابرز ما کان يبحث عنه هو سيرة النبي المصطفى (r) ، فنتج عن ذلک مجموعة من المؤلفات في السيرة والتواريخ العامة، بعضها کانت محط جدل فکتب عنه بعض اهل الجرح والتعديل وذموا شخصه بدعوى انه متشيعا اسماعيلياً .