يعد العصر الاکدي القديم (2370-2230 ق. م) من العصور المهمة في بلاد الرافدين لکونه يمثل انعطافه حقيقية في الابعاد السياسية والعسکرية، نتج عنها تکوين اولى الممالک في العالم القديم, اذ شهد هذا العصر سيطرة حقيقية للشعوب الجزيرية (السامية) لاسيما الشعب الاکدي الذي استطاع تحقيق الوحدة السياسية والاقليمية لبلاد الرافدين.
والاکديون قوم من الاقوام الجزيرية (السامية) التي کان موطنها الاصلي شبه الجزيرة العربية اذ هاجروا منها وتجمعوا في اماکن متعددة من الهلال الخصيب وکانت اولى مستوطناتهم في بلاد الشام وانتقلوا فيما بعد الى الاجزاء الشمالية الغربية من بلاد الرافدين بمحاذاة نهر الفرات.
امتازت دولة اکد بانها قد نشأت من صنع سلالة واحدة ذلک ان الملوک الذين حکموها خلف احدهم الاخر بشکل مباشر لمدة القرن والنصف من الزمن وهي دلالة واضحة على الاستقرار الداخلي للبلاد, وقد سموا بالأکديين نسبة الى عاصمتهم اکد والتي لايزال موقعها مجهولا، على الرغم من الجهود الکبيرة التي بذلها الباحثون في تحديد موقعها کونها احدى العواصم المهمة في بلاد الرافدين. مارس الاکديون حرفة الزراعة التي تعتمد على الري الدائم وشق قنوات الري من نهر الفرات الى الاماکن التي استقروا فيها، اما مزروعاتهم فکانت ابرزها الحنطة والشعير اما حيواناتهم فکانت البقر والاغنام والماعز والحمير وغيرها التي کانوا يتنقلون بها ويقضون حاجاتهم. ومع بداية العصر الاکدي بدأت ملامح حضارة العراق القديمة تتغير تغيرا اساسيا من الناحية القومية والسياسية، کما ظهرت عناصر ومقومات حضارية نتيجة للتطور الحضاري الکبير. ففي الصعيد اللغوي استعملت اللغة الاکدية جنبا الى جنب مع اللغة السومرية مع بقاء استعمال اللغة السومرية في النصوص الدينية. اما في الجانب السياسي فقد انتقل نظام الحياة من النظام المعبدي الديني الى النظام الدنيوي ولم يعد الملک کاهنا کبيرا للآلهة بل سيدا لجهات العالم الاربع.