حين نطلق کلمة (الحرية) نقصد بها معناها العام وهو: نفي سيطرة الغير، فإنَّ هذا المفهوم هو الذي نستطيع أن نجده في کل من الحضارتين (الإسلامية والرأسمالية) وإنْ اختلف إطاره وقاعدته الفکرية في کل منهما.
قسمتُ بحثي هذا إلى ثلاثة مباحث: سلطتُ الضوء في المبحث الأول عن الحرية في الحضارة الرأسمالية من خلال دراسة جذورها وأسبابها وأقسامها وفلسفتها؛ أما المبحث الثاني فقد خصصته عن الحرية في الحضارة الاسلامية ودورها في تکامل الإنسان المسلم؛ أما المبحث الثالث فقد رکزتُ فيه عن أوجه المقارنة لمفهوم الحرية في الفکرين الاسلامي والرأسمالي، ثم أنهيتُ البحث بخاتمة شملت أهم النتائج التي توصلتُ إليها.
وقد بذلتُ جهداً ليس في تأصيل مفهوم (الحرية) معرفياً فحسب، وإنما في تموضعه ضمن سياقه الخاص، وضمن ظرفية الخطاب الإعلامي المتزايد حول الحرية کضرورة وجودية مرتبطة بکينونة الإنسان نفسه وبحاجاته.