أسهم الثراء والغنى الذي نعمت به الدولة الموحدية في نهضة عمرانية کبيرة؛ فقد تنوعت المنشآت العسکرية التي قام بها الموحدون؛ فشملت دور لصناعة السفن، مثل دار صناعة المعمورة عند وادي سبو، وتشييد عدة حصون وقلاع کقصبة المهدي عند مصب وادي أبي الرقراق. بالإضافة لتتطوير منشآت عسکرية أخرى.
کما أسس الموحدون العديد من المدن، مثل البطحاء ورباط الفتح ووجدة. کما اهتموا ببناء القصور والمنازل؛ مثل قصر(المشور) بتلمسان، وقاموا بتوسعة مدن مثل مراکش وفاس ومکناس ورباط هسکورة؛ کما أنشأ الموحدون عدة مساجد. مثل جامع الکتبيين بمراکش ومسجد تينملل. کما بنوا عدة مدارس؛ فمثلاً بنى الناصر الموحدى عشرين مدرسة. کما ألُحق بمعظم تلک المدارس "خزائن الکتب".
وتعددت المنشآت الخدمية أيضاً؛ فقد أنشأ المنصور بيمارستاناً کبيراً، وبنى الناصر الموحدى حوالي الأربعمائة حمام. کما أمر خلفاء الموحدون بإنشاء العديد من الفنادق والأسواق والصوامع الضخمة. کما شهد العصر الموحدى جهوداً لتوفير المياه؛ فمثلاً جلب يوسف المياه إلى فاس وسبتة والرباط. وأنشأ الموحدون صهاريج لحفظ المياه، فمثلاً بني المنصور عدة صهاريج في مراکش ومکناسة وفاس؛ کما اهتم خلفاء الموحدين بغرس البساتين، سواء في العاصمة مراکش أو في مدن أخرى، مثل فاس ومکناس.
وقد أثرت حرکة الإنشاء والتعمير في نواحي الحياة المختلفة. فقد أدى إنشاء دور الصناعة إلى تضخم الأسطول الموحدي وتطوره، مما انعکس على تفوق البحرية في عهد الموحدين، حيث أسهم بنصيب کبير في عمليات التوسع واکتسب شهره واسعة على المستوى الدولي آنذاک.
کما أحدثت حرکة الإنشاء طفرة في المجال الاقتصادي؛ فقد زاد الإنتاج الزراعي، وبرزت عدة صناعات منها صناعة السفن والصناعات المعدنية والجلدية، وزاد النشاط التجاري عامة. 
ومع توافر المدن الجديدة والخدمات العامة أصبحت بلاد المغرب مقصداً لمختلف العناصر السکانية خاصة الأندلسيين، حيث أصبحت الترکيبة السکانية متنوعة ومتشابکة، وزاد العدد السکاني بالبلاد. کما کان لتشييد المنشآت العلمية مثل المساجد والمدارس أثره في استواء الشخصية العلمية للمغرب الإسلامي، کما صارت المدن المغربية الکبرى مراکز للعلوم والمعارف ومقصداً للعلماء.