تتناول هذه الدراسة الجدل ما بين المؤتلف والمختلف في تشکيلات الازياء المسرحية عن طريق تراکيب العناصر التصميمية التي بدورها اثارة انتباه المتلقي او تشتيت ترکيزه عن طريق اختيار العناصر المؤتلفة لديه او باختيار المختلفة من حيث ايقاعها ومصادر تأثيرها وصدارتها والتناسق الشکلي والتناسب الحجمي مما ينعکس على الفهم وأدراک المعنى العام للازياء والتوسع في وضع الفرضيات والقراءات الجمالية الفکرية لدى المتلقي المسرحي.
ويقصد بالمؤتلف على کل الوحدات التشکيلية التي تجمع عناصرها في الاتجاه والهدف او التوحد والتقارب بالاجزاء المکونة للوحدة التشکيلية، اما المختلف فيقصد فيه التضاد والتنافر والخلاف ومخالفة الاجزاء في العناصر التشکيلية للوحدة التصميمية ومثالا عن ذلک الاختلاف في عنصر اللون کما في الاختلاف بين اللون الابيض واللون الاسود، وعليه ان التشکيل التصميمي للوحدة التشکيلية للازياء تخضع للجدلية القائمة ما بين ائتلاف والاختلاف في اختيار العناصر (الخط، اللون، الملمس، الحجم، الکتلة، الفراغ) وغيرها في العناصر التشکيلية التي تعمل في اخراج الصورة النهائية لوحدة الازياء في العرض المسرحي.
ومن اجل التوصل الى تحقيق اهداف الدراسة الحالية واستخراج نتائج مفيدة ومحققة للغاية العلمية والاکاديمية تم تقسيم الدراسة الى فصول حيث الفصل الاول (المنهجي) احتوى على مشکلة البحث التي کانت عبارة عن سؤال فلسفي جدلي وهو ((کيفية تشکيل وحدة تصميم الازياء على وفق المؤتلف والمختلف للعناصر في العرض المسرحي؟))، ولقد وضع الهدف الاساسي للبحث في ((الکشف عن المؤتلف والمختلف في اختيار عناصر تشکيل الازياء في العرض المسرحي))، وجاء اهمية البحث في تسليط الضوء على جدلية اختيار عناصر تصميم الازياء من حيث الاختلاف والائتلاف وتوسيع دائرة التأويل والفهم للصورة البصرية للازياء ويفيد العاملين في مجال الفنون المسرحية عموماً، وايضا تم تحديد حدود البحث والمصطلحات في نهاية الفصل الاول، وجاء الفصل الثاني (الاطار النظري) في عدة مباحث وهي:
- المبحث الاول: جدلية المؤتلف والمختلف للازياء المسرحية.
- المبحث الثاني: المعنى التشکيلي للازياء على وفق المؤتلف والمختلف.
وانتهى الفصل باهم مؤشرات الاطار النظري واعتبارها معايير في تحليل العينات، وجاء الفصل الثالث (اجراءات البحث) في تحديد منهج البحث وکان المنهج الوصفي (التحليلي) وتحليل العينة وادواتها في التحليل، کما جاء الفصل الرابع (نتائج البحث) وکان اهمها:
1- ان تشکيل الحدث الدرامي يجسد على وفق جدلية المؤتلف والمختلف في علامات العناصر البصرية لا سيما تشکيلات الازياء المسرحية.
2- ان اختيار العناصر التشکيلية على وفق المؤتلف والمختلف تعتمد على الوعي الجمالي والفکري والمهني والابداعي للمخرج المسرحي ومصمم الازياء المسرحية ومدى الطاقة الاستيعابية للمفهوم الفلسفي للعرض المسرحي عموما من اجل تحقيق عرضاً مسرحياً ذو قراءات متنوعة على وفق المستوى الخطابي البصري.
اما (استنتاجات الدراسة) کانت من اهمها:
1- من اجل تحقيق الخروج عن المألوف والدخول في عالم التأويل والتغيير الشامل يدفع بمصمم الازياء اختيار عناصر مختلفة في تراکيبها من اجل کسر المألوف وتوليد معاني متنوعة و الابتعاد عن المؤتلف في الاختيار.
2- في حالة التوسيع بالمعنى الحقيقي للشکل العام للازياء المسرحية اختيار العناصر المؤتلفه من اجل الوصول الى المعنى الصوري بشکل مباشر وسريع وواضح من دون الدخول الى جدلية التأويل والتغيير.
وختم البحث بقائمة المراجع والمصادر العربية والاجنبية.