سعت هذه الدراسة لبيان الاتساق ووسائله التي تتمثل في الإحالة بالضمائر والإشاريات ومدى انتشارها على مستوى الفضاء النصي أعني ديوان "الفردوس المفقود" للشاعر السوداني"محمد أحمد المحجوب" .وقد مضت الدراسة وفق المخطط المرسوم لها،إذ توزعت بين إطارين؛الإطار الأول إطارٌ نظري ينقسم إلى مبحثين،المبحث الأول منه يشمل تعريفًا بالشاعر وديوانه،ثم يُعرج على سياق القصيدة ويکشف الجوانب المتعلقة بها،ويتوقف قليلًا عند العنوان والديوان ليبين تفرد الديوان في احتوائه على قصيدة واحدة سمي الديوان باسمها،وأما المبحث الثاني فيجلو بعض المفاهيم کالاتساق، والإحالة،والضمير والإشارة.
يعقب ذلک الإطار النظري الإطار التطبيقي الذي هو مقصد هذه الدراسة ليتتبع مقدار توفر تلک المفاهيم في النص وإلى أي حد أدت دورها في اتساقه،وقد قسمت القصيدة إلى أربعة مقاطع حتى يستبين تتبع تلک الضمائر الإحالية، فکانت البداية بضمير المتکلم بدءًا بالمقطع الأول الذي يمثل مطلع القصيدة،ثم المقطع الثاني، فالثالث، فالمقطع الأخير، وأعقبه ضمير المخاطب بنفس التتبع في المقاطع الأربعة، ومن بعد ضمير الغائب،وختامًا اسم الإشارة بنفس مسار الضمائر.
وکان ثمرة ذلک أن توصلت الدراسة إلى توافر قدر مُعتبر من تلک الوسائل الإحالية ممثلة في الضمائر بأنواعها وتشکلها من ضمير للمتکلم وآخر للمخاطب وثالث للغائب، ومن ثمت هناک المسميات المتعددة التي وضعها اللغويون، وأسماء الإشارة التي تشکل هي الأخرى وسائل من وسائل الإحالة،وتتعدد أشکالها فهناک هذا وهذه وهنا وتلک مما ورد في النص المدروس. کل ذللک شکل وسائل للربط أسهمت في اتساق النص وتماسکه، وأشيرإلى توافروسائل اتساق أخرى،ولکن أرتأيتُ الاقتصار على الضمائر واسم الاشارة ،مع ملاحظة أن النص خلا من أدوات الوصل..