يتناول هذا البحث"صوت الجيم بين الفصحي واللهجات" وتکمن أهمية هذه الدراسة في أن صوت الجيم صوت مرکب، تحول من صوت بسيط إلى صوت مزدوج، يبدأ بدال من الغار، ثم ينتهي بشين مجهورة ومن ثم أضحي له صور نطقية متعددة.
إن نواميس اللغات تقتضي بأنه متى انتشرت اللغة في مناطق واسعة من الأرض، وتکلم بها طوائف مختلفة من الناس، استحال عليها الاحتفاظ بوحدتها الأولي أمدًا طويلاً، بل لا تلبث أن تتشعب إلى لهجات، وتسلک کل لهجة من هذه اللهجات في سبيل تطورها منهجًا يختلف عن منهج غيرها، وتتسع مسافة الخلف بينها حتى تصبح کل لهجة منها لهجة متميزة غير مفهومة إلا لأهلها، وبذلک يتولد عن اللغة الأولي فيصلة أو شبعة، ولکنها تظل مع ذلک متفقة في وجوه أخري، إذ يترک الأصل الأول في کل منها آثارًا تنطق بما بينها من صلات القرابة ولحمة النسب اللغوى.
أما المنهج الذي سرت عليه في هذا البحث فهو المنهج الوصفي Descriptive Method استخدمته أثناء حديثي عن مخرج صوت الجيم وصفاته والکيفية التى ينطق بها. هذا بالإضافة إلى المنهج التاريخي Historical Method تتبعته أثناء حديثي عن التطورات التاريخية والترکيبية لصوت الجيم.