يمثل "محمد الثبيتي" عتبة دالة لا يمکن تخطيها في مسار تطور الشعر السعودي، ولا سيما الشعر العربي، حيث واکب التطورات التي لحقت بالشعر العربي، کإحياء الشعرية وخطاب الحداثة-التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي-وتبلورت رؤيتها الفنية في بنية قصيدة الثمانينيات؛ من حيث تصاعد تيار التجريب متخطيًا عقبات الأصوات النقدية التي تدعو للتمسک بالمفاهيم الراسخة، ومحاولة إثناء المفاهيم الحداثية کالشکل التفعيلي للقصيدة، وقد انعکست حالة التصادم بين المدرستين على قصيدة الثبيتي فأصابها قلق الإبداع جراء الحجاج الفکري والاجتماعي والثقافي الدائر آنذاک، ولم يکن الثبيتي مدفوعا بهاجس التمرد على الثوابت بقدر تحقيق نموذجه الذاتي لخلق فلسفته في الحياه، ورؤيته تجاه الأشياء،سوف أتناول ديوان "التضاريس" لمحمد الثبيتي دراسة سيميائية، أحاول الکشف عن مستويات النص الشعري السطحي والعميق، من خلال تطبيق شروط التحليل السيميائي، کبيان أهمية العلامة السيميائية ودورها في استنطاق المعنى، وکذا دور عتبات الديوان، وتحليل مستويات قصائده اللغوية والدلالية والمسکوت عنه في النصوص.