مر الشعر العربي_عبر تاريخه الطويل_ بجملة من التحولات ، بدأ عمودياً حيث ثبات الإيقاع وقولبة الشکل ، ثم قصيدة التفعيلة ، التي کانت ابناً شرعياً للتحولات الثقافية والجمالية فى الواقع العربى الجديد لکنها  اعتمدت  موسيقاها على تکرار إحدى بنيات تفاعيل البحور لکنها التزمت فى(أسطرها) الشعرية بعدد محدد من التفعيلات،ثم قصيدة النثر حيث خفوت الإيقاع والتشکيل الجمالى لليومى الحسى المعيش،ولا نذهب بعيداً حين نزعم أن السرد ولد مع القصيدة العربية  منذ بواکيرها، أوربما کان (الحکي) أساساً لبنائها،لکنها مع ذلک غنائية،أحادية الصوت،أما في عصرنا الحديث، وبعد استحداث فنون أدبية أخرى، کالمسرح، والرواية، وفنون أخرى بصرية کالسينما، صار تداخل القصيدة المعاصرة مع تلک الفنون شاهداً على تداخل الأجناس الأدبية، وجعلها تنحو إلى الدرامية والبناء التصويري المشهدي، وجعلها أکثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة بما تعج من متناقضات وصراعات، وجعلها، کذلک، قادرة على تجسيد رؤى صاحبها المتشابکة وافکاره المتضاربة، إذاً ..فالمشهدية في القصيدة المعاصرة ليست مجرد حلى، إنما هي تحول جوهري فى بنائها ، ووظائفها تبعاً لتحول عصرها الذي جعل الشاعر المعاصر أکثر ثقافة، وصارت أفکاره ومشاعره أکثر ترکيباً، لا تسعفه القصيدة الغنائية أحادية الصوت في تمثيل رسالته الفنية العصرية . وستتخذ الباحثة من ديوان (شجر الحزن) للشاعر / صديق عطية صديق مجالاً لدراسته التطبيقية، لغناه الإبداعي ووعيه بالمشهدية في الشعر وحسن توظيفه لها.  وقد انتظم البحث في عدة محاور: الأول : البناء الدرامي في القصيدة المعاصرة. الثاني: السرد والتصوير المشهدي. الثالث: السرد وفجواته الجديدة. الرابع: حيلة الأصوات ثم خلُص البحث إلى خاتمة عرض فيها أهم النتائج ، تبعها بقائمة المصادر والمراجع .