يُعدّ هذا البحث دراسة تکاملية بين الشعر ومجال النضال السياسي؛ حيث يتناول بالدراسة والتحليل والنقد مفهوم المقاومة في قصيدتين للشاعر "تميم البرغوثي". ورکّزت الباحثة على دراسة خمسة أنواع رئيسية لمفهوم المقاومة، وهي المقاومة الثقافية، ومقاومة الاحتجاج والمقاومة المستترة، والفن کمقاومة، وصولًا إلى شمولية نوع التحوّل کمقاومة. کما قامت الباحثة بدراسة آراء أربعة من الباحثين، وهم ستيفين دانکومب وجيمز سکوت وتشارلز تريب وديفيد جيفرسون، ومن ثمّ دمجها والتعقيب عليها في إطار تحليل نقدي للقصيدتين. ففي القصيدة الأولى، کان لتجربة الاستعمار الإسرائيلي وتهميش الهوية العربية والفلسطينية وسياستي الاستيطان وتهجير الفلسطينيين عظيم الأثر في خلق تجربة شِعرية تزخر بمکنونات ثورية وبروح المقاومة على تعدد أنواعها السالفة الذکر؛ ولذلک فقد دعى الشاعر لاسيما في نهاية القصيدة، إلى ضرورة تبني سياسة تدعم مفهوم التحوّل اللااستعماري کنوع شمولي للمقاومة، والذي يضمن تحقيق المساواة الإنسانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويدعم حرية الشعب الفلسطيني کحق تکفله العدالة والإنسانية ويدفع عنهم سياسة التهميش والاضطهاد؛ حيث تتم معاملتهم داخل دولة إسرائيل کمواطنين مهمشين أو کعرب إسرائيليين. وفي القصيدة الثانية قامت الباحثة بدمج وتحليل الفکر الثوري للناقد المارکسي أنطونيو جرامشي في إطار مفهوم المقاومة بأنواعها الخمسة. وخلصت الباحثة إلى أن استعراض الشاعر لمواقف حياتية تحمل في طياتها مفهوم القهر سيؤدي حتمًا إلى ثورة إصلاح راديکالي، والبحث مزوّد بآراء العديد من الباحثين من مختلف المجالات وذلک لتدعيم آراء الباحثة النقدية والأدبية.