تصور رواية بيرل إبراهام الأولى قارئــة الروايات الرومانسية (1995) الصراع بين الحســيدية و الحداثــة کما هــو مُمثل فى العلاقة التصـادمية بين الشخصية النسائية الرئيسية ريتشل بنيامين و أمها توڨيل. ولدت ريتشل لحاخام حســيدى يسعى لتحقق تجربته الغنوصية بأن يفرض على نفسه و عائلته العزلة بعــيداً عن طرق الحياة الحديثة فى أمريکا. لذا نجد أن ما يعتبره الأخرون من مُسلمات الحياة العادية هى أمور مُحرمة تماماً على عائلة بنيامــين الحســيدية. نرى ريتشل أبنة الحاخام الکبرى محرومة من أى إنغماس متحرر فى الحياة الحديثة مثل قراءة الکتب باللغة الإنجليزية أو الإستماع للمذيــاع أو السباحة بثوب السباحة. و تماشياً مع عرف الجماعة الحســيدية يتم زواج ريتشل على نحو مُسبق الترتيب فى سن غير ناضجة. يقدم هــذا البحث قراءة نقدية نفسية للعلاقة بين ريتشل و أمها التى تجسد مُفارقة أن تکون الجلاد و الضحية لقوانين الحســيدية القاهرة. إلا أن الرواية تحکى عن الصراع الدائم بين أم ريتشل و أبنتها شديدة العناد فى عدم الإنصياع. تبدأ رتشل عصيانها بحصولها خلسة على عضوية مکتبة من أجل أن تقرأ روايات رومانسية باللغة الإنجليزية و تتحدى کل المعوقات و تسبح فى ثوب سباحة، کما أنها ترتدى شرابات نسائية شفافة فى مخالفة لقوانين جماعتها الدينية الصارمة. و ينتهى الحال بريتشل زوجة مستعصية العناد و تنتهى الرواية بهروبها و طلاقها. و ختاماً عندما تعود لمنزل عائلتها، تُعامل ريتشل على أنها شخصية غير مرغوب فيها. و من خلال تطبيق القراءة النقدية النفسية لرواية قارئــة الروايات الرومانسية تخلص هذه الدراسة إلى أن القهر فى البيت الحســيدى أمرٌ يفرضه الأب على نفسه ذاتياً ثم يسقطه نفسياً على زوجته التى بدورها تسقطه على إبنتها. و تحتل علاقة من يمارس الإسقاط النفسى و من يُمارس عليه بين الأم الحســيدية و أبنتها العنيدة بؤرة إهتمام هذه القراءة النقدية النفسية.