في هذه الدراسة، ناقشنا رؤية جريدة "السفور" لقضية حجاب المرأة واختلاطها بالرجال، باعتبارها القضية المرکزية لهذه الجريدة وإحدى أهم قضايا المرأة المصرية في أوائل القرن العشرين.
وقد تم تقسيم البحث إلى مبحثين، استعرضنا في اولهما تأسيس جريدة "السفور" واهم ملامحها وأبرز القيم والتوجهات الحاکمة لتجربتها على المستوى الفکري والسياسي.
أما المبحث الثاني فقد استعرض موقف هذه الجريدة من قضية الحجاب والاختلاط، وقد حاولنا في هذا العرض فهم علاقة "السفور" بالأفکار السابقة عليها بخصوص المرأة وخاصة أفکار قاسم أمين، وما أدى إليه انتسابها لهذه الأفکار من سيادة طابع التدرج والحذر في تجربتها، فضلاً عن محاولتها تأسيس موقفها في الموضوع بشکل لا يصطدم بالثوابت الدينية.
ورغم هذا الطابع التدرجي الحذر، فقد طالبت "السفور" طويلاً بتحرير المرأة من الحجاب السائد وقناع الوجه باعتباره رمزاً للاستبداد الشرقي والقهر الذکوري للنساء، وحاولت نقل هذه الظاهرة من حيز الفرض الديني إلى حيز المعطى الاجتماعي الذي يمکن نقده وتغييره.
وفي السياق ذاته، ناصرت "السفور" مبادرات المرأة في کسر الجدران المحيطة بها واختراقها، فدعمت مشارکتها في المحافل العامة وأيدت ظهور "شخصيات نسائية عامة"، وواجهت ظاهرة التحرش بالنساء في شوارع المدن المصرية باعتبارها انعکاساً طبيعياً للمعنى الجنسي للحجاب والاحتجاب.
وتأسيساً على کل هذا، أشار البحث إلى أثر ثورة 1919 في تناول "السفور" للقضية المطروحة، وما أکسبته هذه الثورة للداعين لفکرة السفور والاختلاط من تفاؤل تاريخي وإحساس بانتصار فکرتهم.