لقد فرضت نوعية الحياة موضوعاتها على الدراسات السکانية والعمرانية المعاصرة باعتبارها تصل مباشرة إلى لب الموضوع السکانى والعمرانى،  لذلک تباينت تعريفات نوعية الحياة وطريقة تناولها من حيث المنهج والهدف، ولاقت دراستها أهمية کبيرة نتيجة لعلاقتها الوطيدة بمجالات التنمية.
تناولت الدراسة إحدى مدن الدلتا المصرية کنموذج لحواضر المراکز الريفية وهى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، بهدف تنميتها من خلال دراسة العوامل المکانية من خلال المعايير الموضوعية لقياس نوعية الحياة بها، للوصول إلى مقياس أو معيار يمکن من خلاله النهوض بمثل هذه المدن والتعرف على مستويات نوعية الحياة بها، وترتيبها طبقا لجودتها.
   اهتمت الدراسة بالجانب العمرانى للمدينة لکونه يمثل النسبة الأکبر من إجمالى الاستخدامات.
تعددت جوانب تناول البيئة العمرانية بمدينة طوخ نظرا لتعدد عناصر تناولها من حجم سکانى وکتلة سکنية، أما عن السکان وهم الفئة المستهدفة بالدراسة تم تناولهم من حيث الکثافة ونصيب الفرد من المساحة الخضراء ومن الاستخدام السکنى، أما ما يخص المسکن فتم تناوله من حيث معدل التزاحم ونمط وحيازة المسکن، وثانيهما خدمات المسکن ممثلة فى مياه الشرب والکهرباء والصرف الصحى.
وتبين من خلال الدراسة إمکانية تقسيم مدينة طوخ إلى خمس شياخات تتباين درجة نوعية الحياة بها نتيجة لتباين خصائصها العمرانية، وبناء عليه تم ترتيب الشياخات حسب الأولوية فى التنمية من خلال الوزن النسبى لکل شياخة، وجاء فى مقدمة التوصيات الاهتمام بزيادة المساحات الخضراء، وإجراء عمليات الإحلال والتجديد لبعض مبانى الشياخات ذات الوزن النسبى المتدنى.