هدفت الدراسة الراهنة إلى تحديد واقع ممارسة آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية لتحقيق التنمية المحلية في المجتمع الکويتي، وتوصلت النتائج إلى أن المنظمات غير الحکومية تقوم بممارسة آليات الحوکمة کالشفافية بالإنتخابات وتعزيز المساواة والعدل فيما يتعلق بحقوق المستفيدين فضلا عن الإلتزام بالقيادة الرشيدة في إتخاذ القرار. وقد أفادت النتائج إلى وجود علاقة طردية دالة إحصائياً عند مستوى معنوية (0.01) بين ممارسة آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية وتحقيق التنمية المحلية بالمجتمع الکويتي، وأن أکثر آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية تحقيقا للتنمية المحلية بالمجتمع الکويتي تمثلت في : ( المساءلة، ثم الشفافية، يليها المساواة، ثم اللامرکزية، يليها العدالة، وأخيرا المحاسبية )، وقد أسفرت النتائج أيضا عن مستوى ممارسة آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية لتحقيق التنمية المحلية بالمجتمع الکويتي مرتفعا، وقد إحتلت التنمية الإجتماعية المرتبة الأولى ثم تلاها التنمية البيئة وأخيرا التنمية الإقتصادية، کما أن المنظمات غير الحکومية تستخدم الإستراتيجيات الأکثر تأثيرا من خلال إستراتيجية التعاون مـع وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ومـدها بالمعلومات الإدارية والمالية بما يساعد في تحقيق التنمية المحلية، بالإضافة إلى إستخدام إستراتيجية الإقناع للقيادات داخل المنظمة لتطبيق اللامرکزية في العمل بما يسهم في تحقيق التنمية المحلية، فضلا عن إستخدام إستراتيجية الضغط مع الجهات المختصة لإستقلالية العمل الأهلي، کما أشارت النتائج إلى أهم الأدوات التي تستخدمها المنظمات غير الحکومية في الحوکمة والتي تساعد في تحقيق التنمية المحلية هي المناقشة الجماعية داخل المنظمة للحد من الفساد المالي والإداري إن وجد، وکذلک المشارکة في المؤتمرات في مجال الحوکمة، کما تستخدم المنظمات وسائل التواصل الإجتماعي لبحث المشکلات المجتمعية بشفافية بما يساعد في تحقيق التنمية المحلية، کما أشارت النتائج أن المعوقات التي تحد من فعالية ممارسة آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية لتحقيق التنمية المحلية بالمجتمع الکويتي هي القيود القانونية التي تفرضها التشريعات والقوانين المتعلقة بالمنظمات الأهلية، ومن أهم المعوقات أيضا إشتراط موافقة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل على إنضمام المنظمة أو إشتراکها في مؤسسات دولية ، وکذلک من المعوقات التي إحتلت المراتب الأولى ضعف المساءلة للقيادات والمسؤولين داخل المنظمة وخارجها، وحول تحديد المقترحات التي تدعم ممارسة آليات الحوکمة في المنظمات غير الحکومية لتحقيق التنمية المحلية بالمجتمع الکويتي أفادت النتائج بضرورة بناء قدرات المنظمات غير الحکومية بغرض الإرتقاء بمستوى إسهاماتها في صنع التنمية وحل المشکلات، مع الاهتمام بعمل دورات تدريب لتدريب العاملين في المنظمة على ممارسة آليات الحوکمة، ومن أهم المقترحات الحرص على وجود سياسة واضحة للعمل في ضـوء القانون المنظم للعمل الأهلي.