تعد مناهج  البحث العلمي حجر الزاوية  في الدراسات الجامعية الاولية والعليا، واللبنة الأولى في بناء التفکير العلمي الجاد الرصين، وتشهد اغلب البحوث الجغرافية محاولات عديدة لترجمة الکتب المعاصرة بينما يمکن أن نجد في التراث الجغرافي العربي الاسلامي أصولاً لمختلف فروع المعرفة الجغرافية، وقد يعتقد البعض من الجغرافيين بأن التراث الجغرافي العربي الإسلامي لا يرقى في منهجيته وتحليله وعرضه للمعلومات إلى مايناظر ما لدى الجغرافية المعاصرة، متناسين الکنوز الجغرافية التي خلفها لهم اجدادهم المسلمون.
جاءت أهمية البحث في توضيح قدرة التراث العربي الاسلامي على مناظرة الافکار والمعلومات المدونة في الکتب الجغرافية المعاصرة، وبيان القدر المعطى للمصنفات التراثية من التحقيق والدراسة في الابحاث العلمية للجغرافيين المعاصرين، وکان هدف البحث  التعرف على التراث العلمي والحضاري عند العرب المسلمين في منهج البحث العلمي وتطبيقاته في علم الجغرافية، وکذلک تحديد العوامل التي أضعفت استفادة جغرافيي العصر الحديث من مُعين أوعية التراث الجغرافي العربي الإسلامي الاصيلة في طرحها العلمي، وقد تضمنت هيکلية الدراسة مبحثين عالج المبحث الأول  البحث العلمي في التراث الجغرافي العربي الإسلامي، بينما تناول المبحث الثاني المناهج العلمية للجغرافية العربية، وفي نهاية الدراسة کانت النتائج والتوصيات وترکزت حول الأهمية الکبيرة لعلماء الجغرافيين المسلمين في إرساء مناهج البحث العلمي على اصولها العلمية، و أهمية الخريطة في کتابات الجغرافيين المسلمين إذ اقترنت الخريطة بالنص في النصوص المکتوبة، وهذه سمة من سمات الجغرافية الاقليمية في العصر الحديث وهو التلازم بين المعلومات الاقليمية والخريطة، وترکزت توصيات الدراسة على أهمية مراجعة التراث العربي الإسلامي لأي دراسة جغرافية، إذ أن کل علم له ادبياته الخاصة النابعة من تراثه العلمي الاصيل، وکذلک ايضاً ضرورة اغناء المکتبة العربية بالدراسات الجغرافية التي تتناول موضوعات الفکر الجغرافي نظراً لقلة الدراسات في هذا المجال وخصوصاً الاطاريح الجامعية .