تَهْتَمُّ الدِّرَاسَةُ الَّتِي بينَ أيدِينَا بالْبِنْيَةِ التَّرکِيبيَّةِ النَّحويَّةِ لِلُغةِ الحَديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ؛ وصْفًا وتَحْلِيلاً ودِرَاسَةً؛ مُتَّخِذةً مِنَ الْأَحَاديثِ الْوَارِدَةِ في صَحِيحِ الْإمَامِ "النَّسَائيِّ" مَادَّةً تَطْبِيقِيَّةً لها؛ لِبَيَانِ ما جَاءَ مِنْهَا مُوافِقًا لِمَا قَعَّدَهُ النُّحَاةُ أو جَاءَ مُخَالِفًا؛ ولِتَوْضِيحِ الْأَسْرَارِ والنِّکَاتِ الْبَلَاغِيَّةِ وَرَاءَ الْعُدُولِ عَنِ الْقَاعِدَةِ النَّحويَّةِ في لُغَةِ الْحَدِيثِ النَّبَوِّي الشَّرِيفِ. وقَدِ اخْتَصَّتِ الدِّراسَةُ نَمَطًا مُحَدَّدًا مِنَ التَّراکيبِ النَّحويَّةِ بالْبَحْثِ والتَّحْلِيلِ؛ حَدَّدَتْهُ فِي: الْجُمَلِ النَّحْوِيَّةِ الْمُمْتَدَّةِ؛ لِتَخْرُجَ عَنْ حُدُودِهَا التَّراکِيبُ النَّحْويَّةُ الْبَسِيطَةُ القَصِيرةُ الْبِنْيةُ، الَّتِي تَقتصرُ على طَرَفَي الإسْنَادِ في الْجُملةِ النَّحويَّةِ.
والمَقْصُودُ بـ (الْجُمْلَةِ النَّحويَّةِ الْمُمْتَدَّةِ) في بَحْثِنَا الْحَالِيِّ: الْجُمْلَةُ النَّحْوِيَّةُ المُؤلَّفةُ مِنْ تَرَاکِيبَ نَحْوِيَّةٍ مُتَتَابِعَةٍ عديدةٍ، أو جُمَلٍ مُتَرَابِطَةٍ لَفْظِيًّا أو مَعْنَوِيًّا، امتدَّتْ تلک الْکَلِمَاتُ أَوِ الْجُمَلُ إلى مَسَاحَاتٍ قَطْعِيَّةٍ طَوِيلةٍ وکَبِيرَةٍ في الْبِنَاءِ اللُّغَوِيِّ؛ مِنْ خِلَالِ عِلَاقَاتٍ إسْنَادِيَّةٍ أسَاسيَّةٍ أو فرعيَّةٍ مُتَعدِّدةٍ ومُتَنوِّعَةٍ ومُتَدَاخِلَةٍ، لتُؤديَّ في نهايتِها معنًى کُلِّيًّا مُفِيدًا، يَتَّسِمُ بالتَّرابُطِ والتَّنَاسُقِ والانْسِجَامِ.
  وقد جَاءَتِ الدِّرَاسَةُ الحَاليَّةُ فِي ثَلاثَةِ مَبَاحِثَ رَئِيسَةٍ؛ سُبِقَتْ بتَقْدِيمٍ؛ وَضَّحْتُ فيه: (أهَمِّيَّةَ الدِّرَاسَةِ وطَبِيعَتَها، وحُدُودَهَا، واصْطِلَاحَاتِهَا، وأُنْمُوذَجًا تَطْبِيقِيًّا توضيحيًّا لَهَا، وخُطَّتَهَا). وذُيِّلَتْ بخَاتِمَةٍ؛ بيَّنَتْ أهَمَّ ما تَوَصَّلَتْ إليهِ الدِّرَاسَةُ مِنْ نَتِائِجَ وتَرْجِيحَاتٍ. أمَّا مَبَاحِثُهَا الثَّلَاثَةُ فهي عَلَى النَّحْوِ التَّالي: المَبْحَثُ الْأَوَّلُ: الْجُمَلُ النَّحْوِيَّةُ الممْتَدَّةُ بتَعَدُّدِ الوَظَائِفِ النَّحويَّةِ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ. الْمَبْحَثُ الثَّانِي: الجُمْلَةُ النَّحْوِيَّةُ الممْتَدَّةُ بسَبَبِ (طُولِ التَّرْتِيبِ) في سُنَنِ النَّسَائِيِّ. الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: الجُمْلَةُ النَّحْوِيَّةُ الممْتَدَّةُ بسَبَبِ (طُولِ الاعْتِرَاضِ) في سُنَنِ النَّسَائِيِّ.