يتناول البحث الزمکانية في قصيدة الحبس لعلي بن الجهم, وعلى الرغم من أن هناک دراسات أخرى تناولت نتاجه الأدبي, إلا أن مجالاتها مختلفة؛ فقد اقتصرت على الدراسة البيانية, والدلالية في نتاج الشاعر ؛ ولذا اتخذ البحث الدراسة  الزمکانية - وفق المنهج الوصفي التحليلي؛ طريقا لخوض القراءة الفنية في هذه القصيدة, وتحليلها, وبيان قيمتها الجمالية من خلال الکشف عن تلک الأنواع الزمکانية .
وهدف البحث إلى بيان مدى ترابط عنصري الزمان, والمکان, وتلازمهما معا؛ لخلق الفضاء الشعري, وتوليد دلالاته الشعورية لدى المرسل, والمستقبل.
وخلص البحث إلى نتائج من أهمها:اختلاف الأمکنة عند علي بن الجهم؛ حيث أن هناک المکان الحقيقي, والمجازي, والرحمي الأليف المنفتح, وبالمقابل هناک ما يوازيه على النقيض؛ ويتمثل في المعادي المنغلق الضيق, ومکان الانتقال بين الاختيار والإجبار, والنفسي, أما الأزمنة فتجلت في: الزمن الاشتقاقي, والواقعي, والمتخيل الغائب, وهذا التنوع في الزمکانية له دلالاته النفسية التي تبرز حالات التأثر والانفعال من خلال محاولة تعبير الشاعر عن رؤاه وخيالاته وبواعثه النفسية الدفينة.