شهدت حرکة تطور الشعرية العربية جدل التحولات من القصيدة الشمولية إلى اتسعت ظاهرة الإرهاب في الآونة الأخيرة کما ونوعاً وبشکل ملفت للنظر وصارت لها فلسفتها وأدواتها واهدافها بحيث تترک أثاراً خطيرة في الأوضاع المحلية والدولية ولاسيما العراق، لما تميزت به من استخدام أساليب عسکرية ووسائل تقنية متطورة تدعمها خبرة واسعة وإمکانات کبيرة تشکل خطورة تثير القلق، وترتبط ظاهرة الإرهاب في العراق بعوامل اجتماعية وثقافية وتقنية أفرزتها التطورات السريعة، فقد شهدت المدة بعد 2003م من سقوط النظام تصاعداً ملحوظاً في العمليات الإرهابية کان أشدها في بغداد و التي کانت من دون مبالغة الأعنف في تاريخ العراق المعاصر، إذ بلغ عدد ضحايا الإرهاب فيه يزيد عن المئة شخص يومياً وتجلى ذلک ملحوظاً بعد سقوط مدينة الموصل وبعض المدن العراقية التي احتلها تنظيم داعش، فضلاً عن ذلک لا ينسى المجتمع العراقي تفجيرات حي الکرادة وسوق عريبة إذ ارتفع عدد الضحايا إلى ما يزيد عن (500) شخص ما بين شهيد وجريح فضلاً عن تدمير المباني والممتلکات الخاصة والعجلات، وعليه تسعى دراستنا للاعتماد على المدخل التکاملي لدراسة الرأي العام Caress – Level approach الذي يوظف اکثر من نظرية لقياس معارف الجمهور المتلقي واتجاهاته إزاء بعض الأحداث والموضوعات والقضايا البارزة في المجتمع التي تتداولها وسائل الإعلام المختلفة اتجاهاً حديثاً لتفسيرها بشکل منظم ودقيق وعلمي يرتکز ويستند إلى ما تشير إليه هذه النظريات ولاسيما نحن بصدد دراسة ظاهرة الإرهاب وآثاره عبر ثلاثة فصول يضم الأوّل منها الإطار المنهجي فيما يتناول الثاني التراث النظري لنظريات المدخل التکاملي للرأي العام فيما احتوى المبحث الثالث على الدراسة الميدانية فضلاً عن النتائج ومنها:
1- تمحورت السمات التي أدرکها المبحوثون عن طريق وسائل الإعلام بالسمات العاطفية إزاء قضايا الإرهاب والمتمثلة (بالقتل والإبادة الجماعية وانتشار الرعب والخوف وانشاء المحاکم الغير شرعية وتفجير مراقد الأنبياء وانتهاک الکنائس والاختطاف) وهذا ما أکدته نظريتي ادراک الرأي العام للسمات البارزة والاطر الإعلامية من حيث توظيف کل من البعدين الموضوعي والعاطفي.
2- تشکل نشرات الأخبار في وسائل الإعلام مصدراً رئيساً لمعلومات المبحوثين في حياتهم اليومية مما يؤدي أن تشکيل اتجاهاتهم ومعارفهم إزاء قضايا الإرهاب، وهذا ما ذهبت اليه نظرية الاعتماد على وسائل الاعلام بعّدها مصدراً للمعلومات يزيد في الظروف الاجتماعية غير المستقرة لا سيما حالات الصراع والأزمات منها الإرهاب.
3- التفوق الکبير للفضائيات لسلم ترتيب المصادر التي يعتمد عليها المبحوثون في استقاء معلوماتهم إزاء قضايا الإرهاب ثم الانترنت بعدّه منافس ثانٍ في ترتيب سلم المصادر.
4- جاءت آثار انتشار الجرائم بأنواعها في مقدمة الآثار الاجتماعية السلبية جراء العمليات الإرهابية ثم تلتها تردي الخدمات العامة وکثرة حالات الطلاق.
5- أظهرت نتائج الدراسة الميدانية وجود فروق غير دالة إحصائياً لتعرض المبحوثين لوسائل الإعلام المختلفة، إذ کانت قيمة Z المحسوبة أقل من القيمة الجدولية (0.199)، إذ جاءت بالمرتبة الأوّلى (التعرض دائماً) بتکرار (184) وبنسبة (46.00%) للذکور، أما الإناث بتکرار (78) وبنسبة مئوية (19.50%).
6- اثبت الدراسة الميدانية وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين دوافع اعتماد المبحوثين من جمهور مدينة بغداد على وسائل الإعلام ودرجات اعتمادهم على هذه الوسائل، إذ جاء في المرتبة الأوّلى دافع (الفهم) فقد بلغت قيمة المستوى الدلالة المعنوية (0.00) وهذا الارتباط قوي إذ بلغت قيمة معامل بيرلسون (1.000).