يعد العصر الأيوبي من العصور التي غفل عنها الباحثون بين العصور الذهبية للأدب والنقد والعصور الحديثة باقترابها من حياة الناس وما تعکسه من واقع معيش، وربما ساعدت ظروف ذلک العيش على التغافل عنه بما کان فيه من تشرذم الممالک الإسلامية وتنافس الأمراء ــ بل وتناحرهم، وفي تلک الظلمة کان يلوح بعض النجوم بين الحين والآخر، فکانت تهدي الناس إلى تراثهم الزاخر لکي يکون نبراسا يهديهم إلى الصراط المستقيم، ومن هذه النجوم وقع اختياري على ابن سناء الملک .
ومن موافقات القدر تزامن الشاعر مع عهد صلاح الدين، ذلک الفارس الذي أعاد للأمة مجدها بما حققه من انتصار على الصليبيين واسترداد للمسجد الأقصى بعد بقائه في الأسر عقودًا طويلة، وذکَّرها بما لها من ماض عريق يستحق الاهتداء به واقتفاء أثره .. فوقع الاختيار ــ في أوراق هذا البحث ــ على مدائح ابن سناء الملک في صلاح الدين؛ لأبرز النهضة الأدبية والنهضة السياسية لذلک العصر .