تولدت فکرة بحث:" الاعجاز البياني واستثماره في محاورة الآخرين" من الحاجة الماسة الى فهم مراد کتاب الله تبارک وتعالى, ولأن أفضل طرق الحوار والتخاطب التي قصها علينا القران الکريم والتي أعطت أثرها الرائع مع الآخرين والتي أفصحت عنها قصص الأنبياء مع أقوامهم وغيرها من المواضيع، تناولت دراسة البحث عرض صورا من وجوه الاعجاز البياني التي خاطبت جميع الفئات والمستويات بأساليب تنوعت على قدر تنوع مستوى عقول المخاطبين مما کان له الأثر الايجابي مع الطرف الأخر سواء کان المخاطب ابنا، أم أبا أو کافرا، ونحن اليوم احوج الى التزام المنهج القرآني في طريقة الحوار والمخاطبة لجميع الفئات والطوائف والجماعات، لأنه أدعى للارتقاء بالمستوى الأخلاقي والانساني الذي نادى به القرآن الکريم منذ ألاف السنين، تناول البحث مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، استعرضت المقدمة اهمية الموضوع وسبب اختياره والهدف من طرحه، والمبحث الاول الاعجاز البياني لغة واصطلاحا تنولت فيه تعريف المعجزة لغة واصطلاحا والمراد من البيان ثم خرجت بالمعنى الاجمالي للاعجاز البياني، والمبحث الثاني تضمن صور من الاعجاز البياني في الخطاب القرآني تمثلت بمحاورة بعض الانبياء مع أقوامهم وعرضت أساليب الحوار بحسب ما کان يمتاز به الطرف الآخر من صفات، والمبحث الثالث تناول استثمار الاعجاز البياني في محاورة الاخرين والذي تضمن کيفية مخاطبة العقول ودعوة القران للعقل البشري للتفکر والتدبر بالعقل والوجدان، وکيفية محاورة الخصم ومحاولة کسبه واقناعه بالحق، وکذلک عرض صورة محاورة المعلم لتلميذه التي تجلت في قصة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام، وختم البحث بأهم النتائج التي دعت الى التمسک بالمنهج القرآني في محاورة الآخرين والدعوة الى استثمار أساليبه، وکذلک تصحيح المفاهيم الخاطئة العالقة في أذهان العامة بسبب ابتعادهم عن أساليب البيان التي نزل بها القرآن الکريم وجهلهم في فنون البلاغة.