تقنية "هارولد بينتر" الدرامية تشتهر بتأکيدها على الصمت في الحوار و أصبحت الوقفة علامة مميزة في مسرحياته. يکشف "بينتر" عن شخصياته المسرحية من خلال التهرب المقصود على وجه التحديد من الکلام؛ وشخصياته تشارک في الحيل الدرامية من خلال لغتهم المنطوقة وغير المعلنة وذلک بالخوض في معارک مع شخصيات أخرى، و مع أنفسهم والجمهور. ومع ذلک، فإن صمت الشخصيات في مسرح "بينتر" لديه صوت غني جدا، ثري بدلالات فائقة المعاني. فعلي سبيل المثال يسهم صمت المرأة المسنة، في مسرحية "لغة الجبل"، دورا صريحا في تطوير المسرح البريطاني الکارثي الذي يجسد دراما ما بعد الحرب. وهکذا، يحاول هذا البحث اظهار کيف يستخدم "بينتر" الصمت کتقنية دراماتيکية في" لغة الجبل" من خلال معالجة الأسئلة التالية: ما هو دور اللغة وصلتها بالصمت في مسرحيات "بينتر"؟ ما هي وظيفة الصمت في "لغة الجبل"، وما هي علاقته بالتعذيب في مسرح "بينتر"؟ وبناء على ذلک، تسلط هذه الورقة الضوء على جهود "بينتر" لبيان کيف أن السلطة الحاکمة لا توفر مساحة للمهمشين للتعبير عن أنفسهم بالکلمات أو بالعمل. و اخيرا توجز الخاتمة کيف تقدم "لغة الجبل" صورة سائدة للمعاناة التي تفرضها الأنظمة الاستبدادية، وکيف تصور إيذاء الناس من خلال قمع اللغة والذات.