تُعَدُّ دراسة کتب الحديث النبوي الشريف ذات أهمية کبيرة ؛ إذْ إنَّها تورِد معلومات تاريخية دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية وإنسانية وعلمية، لا نجد لها مثيل في المصنفات الأُخرى، فهي بذلک تکون قد سَدَّت ثغرات کثيرة في حقل التاريخ العربي الإسلامي. وقد قسَّمنا البحث إلى أربعة أقسام، تناولنا في القسم الأول: ذِکر الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، وذِکر الأُمم السالفة. وتحدَّثنا في القسم الثاني: عن مرويات عن العرب قبل الإسلام. وتطرَّقنا في القسم الثالث: إلى ذِکر مرويات عن عصر الرسالة. وأشرنا في القسم الرابع: إلى مرويات عن العصر الراشدي. وتوصَّلنا من خلال دراستنا للبحث الموسوم (المرويات التاريخية الدينية من خلال کتب الحديث النبوي الشريف) إلى النتائج الآتية : إنَّ کتب الحديث غنيَّة بمروياتها التاريخية الدينية فمنها الطويلة والمتوسطة والقصيرة ، والتي أغنت حقل التاريخ العربي الإسلامي بمعلومات قيِّمة. وأسهبت کتب الحديث بذِکر معلومات عن الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام ) وعن الأُمم السالفة. کما أشارت کتب الحديث إلى أنَّ الدين الإسلامي قد أبطل کثير مناسک الجاهلية ، وکذلک أبطل الحَلِف بالأصنام والآباء ، وحلَّ محلَّها التوکُّل والاستعانة بالله I. وقدَّمت کتب الحديث معلومات قيِّمة عن عصر الرسالة ، ومنها تحويل القِبلة نحو الکعبة المشرَّفة بعد مَقْدَم الرسول محمد r المدينة. وذکرت کتب الحديث معجزات النبي محمد r، مبيِّنة بها فضْل الله U على نبيِّه r عندما منَحَه هذه المعجزات. ولم تغفل کتب الحديث التطورات التي حصلت في المسجد النبوي في عصر الخلفاء الراشدين y، ومرويات أُخرى تناولت العصر الراشدي.