هدف البحث إلى التعرف على ملامح غياب الوعي السياسي، والتي تتمثل في أزمة المعرفة السياسية، وأزمة الهوية، وأزمة الإندماج، وأزمة المشارکة السياسية، ومدى تأثيرها على توجهات الشباب نحو الاحتجاجات الإلکترونية، حيث إنه ثمة تغيرات سياسية وفکرية ومعرفية ارتبطت بارتباک المشهد السياسي في المجتمع المصري بعد ثورتي 25 يناير و30 يونية، مما أدى إلى استغلال ذلک المشهد السياسي من قبل بعض الفئات والمنظمات والجماعات، وذلک بالتحول إلى التأثير على الأفراد من خلال المجتمع الافتراضي، ولما کان المجتمع الافتراضي متاحاً للجميع إضافة إلى غياب الوعي السياسي الحقيقي، فإن لذلک انعکاسات ملموسة على الظواهر السياسية، ومنها الاحتجاجات الإلکترونية، وقد استخدم الباحث في ذلک مقياساً لملامح غياب الوعي والتوجهات الشبابية نحو الاحتجاجات الالکترونية من إعداد الباحث، حيث تضمن عدة محاور وأبعاد فرعية، جاء المحور الأول عن ملامح غياب الوعي، وتضمن أربعة أبعاد، منها أزمة المعرفة السياسية، وأزمة الهوية، وأزمة الإندماج السياسي، وأزمة المشارکة السياسية کمؤشرات لغياب الوعي، والمحور الثاني تضمن ثلاثة أبعاد، هي التوجهات نحو دعوات الإضراب والاعتصامات، والتوجهات نحو تکوين التحالفات السياسية، والتوجهات نحو استهداف المواقع الحکومية، أما المحور الثالث فقد تناول بعدين، الأول عن التوجهات الإيجابية، والثاني عن التوجهات السلبية، أما المحور الرابع فقد اشتمل على بعد الآثار الاجتماعية المترتتبة على الاحتجاجات الإلکترونية، هذا وقد تم تطبيق المقياس على عينة من طلاب مرحلتي الليسانس والدراسات العليا بجامعة أسيوط، بلغت 300 مفردة، تم اختيارها بالطريقة العشوائية البسيطة، هذا وقد توصل البحث إلى عدة نتائج، منها مدى ارتباط ارتباک الوضع السياسي بغياب الوعي لدى مجتمع البحث، مما أدى إلى انخراطهم في المظاهر السلبية للاحتجاجات.