تعد مشکلة المخدرات وضعف المواطنة والانتماء والتهديدات الشخصية والمجتمعية التي يتعرض لها المواطن في المجتمعات المعاصرة من اهم المشاکل والظواهر التي باتت تهدد کيان المجتمع وبنائه الاجتماعي، وتؤثر على النسيج الاجتماعي وکفاءة الاداء الوظيفي في مجتمع يعج بالعديد من التأثيرات السلبية التي رافقت مرحلة النزوح في الانبار وازدادت في فترة ما بعد النزوح لتشکل تهديدا مباشرا على امنه الانساني من جهة ومعوق اساسي امام سير العملية التنموية في مجتمع يريد ان ينهض ويتغير لصالح أفراده. وتهدف الدراسة إلى: الکشف عن اهم المتغيرات المجتمعية التي اسهمت في تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في الانبار، والکشف عن اهم الاثار التي رافقت مرحلة النزوح وما بعد النزوح في الفترة الممتدة 2014-2017، واخيرا التوصل الى رؤية مستقبلية حول متغيرات الدراسة عبر اقتراح نموذج اصلاحي استراتيجي يحقق الرفاهية الاجتماعية ويحد من مخاطر والتهديدات المجتمعية. ولتحقيق هذه الاهداف اعتمد الباحث منهج المسح الاجتماعي باختيار عينة مکونة من (600) من القيادات المحلية في محافظة الأنبار، وباستخدام أداة الاستبانة للحصول على البيانات والاجابات الحقيقية من اجل اثراء الدراسة معلوماتيا واستفادة الباحث من هذه المعلومات في التشخيص والعلاج والتوصل الى رؤية استشرافية بعد تحليل وتفسير هذه المعلومات. وقد توصلت الدراسة الحالية الى عدد من النتائج الميدانية الواقعية، أهمها: غالبية المتعاطين هم من الاجهزة الامنية من ابناء المحافظة، المواد المخدرة مصدرها غرب الانبار وبغداد، کشفت نتائج الدراسة ان اهم اسباب تعاطي المخدرات والترويج لها هو الربح المادي والمساعدة على السهر ولفترات طويلة بدون تعب وانها تساعدهم على نسيان هموم الحياة والمشاکل المجتمعية، رافقت مرحلة النزوح عدد کبير من المشاکل المجتمعية، والاسوأ من ذلک تکرار نفس المشاکل بل واخطر خلال مرحلة ما بعد النزوح، وکشفت الدراسة ان هناک شعور کبير في ضعف المواطنة وحب الوطن والسبب يرجع الى التهديد الشخصي والمجتمعي الذي يتعرض له المواطن في الانبار.