المعنى من حيث الحرکة والتجدد هو عماد اللغة وشکلها الحي الذي يتجدد مع تجدد السياق، جامدا أو متحرکا، لازما أومتعديا، منفتحا أو منغلقا. والنصوص والخطابات والأقوال حين تتعين على حال من يحاول تجسيدها على أرض الواقع الاستعمالي، تصبح لا محالة تفي بالغرض المقصود نتيجة تلازمها التعالقي مع ما تقتضيه طبيعة السياق والمقام.غير أنّ الذي نريد التأکيد عليه في هذا المقال؛هو منزلة النحو من هذا النظام اللغوي الشمولي من جهة ما يمليه الطابع الوظيفي لا المعياري فحسب؛ الشيء الذي سيجعلنا نتتبع هذا النحو وفق ما يُدرَّس في غالبية أقسام اللغة العربية في المؤسسات الجامعية وإن کنا سنرکز على الجامعة التي ندرّس فيها: (جامعة القصيم، المملکة العربية السعودية)، مراعين عدة جهات في عملية التدريس؛ لنعقب في نهاية المطاف على أهم ما ينماز به التصور النحوي الوظيفي في علاقـته مع بعض المستلزمات الوظائفية التي أشار إليها الوظيفيون النحويون من جهة، واللسانيون التداوليون من جهة أخرى.