تعتبر أغاني الفيديو کليب المصرية واحدة من أهم مواد التسلية والترفيه التي يحرص على مشاهدتها الجمهور السوداني بالقاهرة, لذلک تستمد أهمية هذا البحث من أهمية دور وسائل الإعلام في إکساب القيم لدى السودانيين بالقاهرة, حيث أن التليفزيون يقوم بتوطيد وترسيخ أشکال جديدة من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد بهدف تحقيق التأثير المتعمد على أفکار السودانيين وقيمهم واتجاهاتهم, کما تتزايد أهمية هذا البحث نظراً لما تتمتع به تلک الأغاني من جاذبية السودانيين بالقاهرة والتي تدفعني کباحثة إلى ضرورة التعرف على رؤيتهم للقيم والسلوکيات السلبية الموجودة بتلک الأغاني.
يهدف هذا البحث تعرف رؤية السودانيين للقيم التي تعکسها تلک الأغاني, والفترات الأکثر متابعة لدى السودانيين لتلک الأغاني, والتعرف على تأثير العوامل الوسيطة "النوع- المستوي الاقتصادي والاجتماعي" على رؤيتهم للقيم التي تعکسها الأغاني المصورة المصرية, ولتحقيق هذه الأهداف اعتمدت الباحثة على المنهج الأنثروبولوجي القائم على الدراسة الميدانية بأدواته کالملاحظة والمقابلة وإعداد استبيان الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة وفقرات محکمة بقصد الحصول على معلومات دقيقة حول الموضوع.
توصل البحث إلى العديد من النتائج التي ساعدت في التعرف على رؤية السودانيين للقيم التي تعکسها الأغاني التليفزيونية المصورة المصرية" الفيديو کليب" التي تبث عبر القنوات الفضائية الغنائية محل البحث, حيث أن من أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث إلى أنه کلما زاد معدل مشاهدة السودانيين للأغاني التليفزيونية المصورة وجود عدد من المتغيرات تؤثر على رؤيتهم للقيم لتلک الأغاني کالنوع والعمر, حيث أن کبار السن من السودانيين بالقاهرة هم أکثر تمسکاً بالماضي أما الشباب ينبذون الماضي ويرفضون الحاضر ويتطلعون إلى المستقبل, أما متوسطي العمر فيعکسون حالة من الازدواجية في السلوک لأنهم يشکلون حلقة وصل بين الجيل الأکبر وجيل الشباب, أما بالنسبة لمتغير النوع فأکد هذا البحث على أن الإناث أکثر متابعة من الذکور نظراً لما لديهن من وقت فراغ والمکوث في المنزل أکثر من الذکور بحکم تمسکهن بالعادات والتقاليد السودانية لديهن المتمثلة في الإنجاب ورعاية وتنشئة الأطفال وعدم النزول للعمل والتفرغ لأولادهن ولأزواجهن.
الکلمات الدالة: رؤية- القيم- الأغاني التليفزيونية المصورة المصرية.