إن السعادة هى هدف أى سلوک إنسانى عند يحيى بن عدى . والسبيل للوصول للسعادة عنده إنما يکون بالسلوک الفاضل .
قسم يحيى بن عدى الفضائل إلى فضائل عقلية ، وفضائل خلقية ، وکان مسايراً فى تقسيمه هذا لأرسطو . ورأى أن الفضائل الخلقية تکتسب بالتکرار والممارسة ، وأنها وسط بين طرفين کليهما رذيل .
وقد أکد يحيى بن عدى على دور الرئيس ــ سواء فى الأسرة أو الدولة ــ على الحث على السلوک الفاضل علاوة على کونه هو ذاته ينبغى أن يکون قدوة لمن هم تحت أمرته .
النفس عند يحيى بن عدى هى من تقوم بالسلوک الفاضل وليس الجسم ، ولذا فهى تحاسب على ما تقوم به من أفعال سواء أکانت فاضلة أم رذيلة . وقد تأثر يحيى بن عدى بأفلاطون فى تصوره عن النفس سواء فى تقسيمه الثلاثى لقوى النفس ــ إلى نفس عاقلة ، ونفس غضبية ، ونفس شهوانية ــ أو فى تخصيص فضيلة معينة لکل قوة من قوى النفس ــ نعنى جعل الحکمة فضيلة النفس العاقلة ، والشجاعة فضيلة النفس الغضبية ، والعفة فضيلة النفس الشهوانيةــ أو فى تصوره لما يجب أن تکون عليه علاقة قوى النفس الثلاثة بعضها ببعض ــ فالنفس العاقلة ينبغى أن تسيطر على النفس الشهوانية بواسطة النفس الغضبية ليکون الإنسان فاضلاً .
ولقد أتبع يحيى بن عدى أرسطو فى تقسيمه للعقول إلى : عقل هيولانى ــ وهو العقل قبل أن يحوز المعرفة ، وعقل بالملکة ــ وهو العقل بعد اکتساب أفکار ومعارف ، وعقل فعال ــ وهو العقل الإلهى الذى يمد العقل الهيولانى بالمعارف فيتحول من عقل بالقوة إلى عقل بالفعل .