يتناول هذا البحث مفهوم المثقف في محاولة للاقتراب من فهم ما يحيط به من إشکالات منهجية ودلالية، من خلال أربعة عناوين تبدأ بسؤال من هو المثقف؟ فطرح مثل هذا السؤال کفيل بإثارة نقاش طويل قد لا ينتهي بسهولة، ذلک بسبب عدد من الاختلافات المعرفية والأيديولوجية. ومروراً بتتبع السياق التاريخي للمصطلح، وصولاً لتعريف يتفق عليه أغلب من تناولوا مفهوم المثقف. أما ثاني العناوين فيتعلق بنماذج المثقف بدءاً من تفصيلات غرامشي وتحديده الثنائي الشهير، مروراً بمحاولة التوفيق بين ما عرضه غرامشي وإضافات النقاد المعاصرون خصوصاً من خلال الرواية العربية المعاصرة ، إذ تأخذ تصنيفات المثقف بعداً أعمق حين يتم الترکيز على فاعليته کمنتج للمعرفة ومتبن لموقف وبان لرؤيا، ومن هنا ظهرت تقسيمات بناء على العلاقة بالسلطة، فهناک مثقف تابع للسلطة وآخر ضد السلطة، أو يمکن التصنيف على أساس مثقف داخل السلطة وآخر خارج هذه السلطة. وثالث عناوين عناوين هذا البحث يعرض لقضية تنامت ضمن اتجاه ما بعد الحداثة تطالب بإعادة النظر في دور المثقف، خطابه وفاعليته ، أفکاره ومشاريعه، وانقسمت الآراء بين من يدعو لجعل دوره معرفياً، بديلاً لدور الناقد الاجتماعي صاحب رؤى التغيير، وآخر يصدح بدعوات تمس وجود المثقف ذاته، لتقول بنهاية المثقف أو موته، وهذه القضية ( موت المثقف) هي التي شغلت العنوان الرابع من هذه الدراسة.