عرفت الأنثروبولوجيا بوصفها تخصصًا معنيًا بالعمل في مواقع تبدو غريبة_من وجهة النظر الغربية_کما انخرط الأنثروبولوجيون منذ فترة طويلة في تحليل السلوک الإنساني في المواقع الصناعية الغربية، وفي مواقع الأعمال؛ إذ ينشأ موضوع الأنثروبولوجيا أينما وجدت الناس، ومن ثم ليس غريبًا أن يکون العمل مکانًا مناسبًا، ومع تواصل العولمة وعملياتها، فکلما أصبح العالم أصغر، سوف تکون المهارات التي يمتلکها الأنثروبولوجي أکثر أهمية. لاشک في أن وضع الأنثروبولوجيا في مصر فيما يختص بدورها التطبيقي في مجالات العمل المختلفة-ولا سيما غير الأکاديمية- مختلف تمامًا عنه في دول الغرب، ولاسيما البلاد التي أسهمت في تأسيس مدارسها العلمية(الألمانية-الإنجليزية-الأمريکية) بوصفها تخصصًا أکاديميًا منذ القرن التاسع عشر.
تهدف الدراسة الحالية إلى:
- الکشف عن أنماط الإفادة من دراسة الأنثروبولوجيا في مجال العمل التطبيقي.
- التعرف إلى أهمية رأس المال البشري في صناعة دور فاعل في العمل.
- اقتراح آليات تفعيل دور الأنثروبولوجي في سوق العمل.
واعتمد البحث على المنهجين: الوصفي والتحليلي، واهتدى بإطار نظري مستمد من نظرية الدور، ونظرية رأس المال البشري، ونظرية الحاجات، کما ارتکزت نتائجه على دراسة ميدانية لخريجي الأنثروبولوجيا المنتمين لجامعة الإسکندرية، في محافظة الإسکندرية، وتدعيمًا لعمق الدراسة طبقت طريقة دراسة الحالة، إذ اختيرت ثلاثين حالة لدراستهم بشکل مرکز، وجُمعت البيانات بطرق عدة مثل: الملاحظة بالمشارکة، والمقابلة الشخصية والمتعمقة، والمقابلة الإلکترونية، وخلص البحث إلى:
- أن أنماط الإفادة المتوقعة من خريجي الأنثروبولوجيا-من وجهة النظر الشخصية- لا حصر لها، أما الإفادة الفعلية والحقيقية فلم تصل بعد إلى المستوى المطلوب الذي يُرضي توقعات منتسبي هذا التخصص، ويلبيها.
- صياغة عدة من المقترحات؛ لتعظيم الإفادة من دراسة الأنثروبولوجيا في مجال العمل.
الکلمات المفتاحية: الدور، والدور التطبيقي، والأنثروبولوجيا التطبيقية