يتناول البحث تاريخ التعليم الديني عبر عصوره المختلفة، وکيف ارتبط التعليم الديني اليهودي منذ فترة المقرا بتفسير العهد القديم، حيث نشأة مدارس لتعليم اليهود التشريعات وکانت بداية هذه المدارس في فترة الفريسين ولکنه التعليم ظل تعليمًا دينيًا خالصًا، وتطور بعد ذک ليصبح له دورًا في نظم الشريعة الشفهية "المشناه" وتأليف "التلمود".
ومع ظهور حرکة الهسکالاه ودعوة أنصارها لضرورة التجديد والانصهار مع المجتمعات الأخري، نشأ صراع بين التعليم التقليدي ودعاة التنوير، أسفر هذا الصراع الذي تطور بعد ذلک ليکون صراعًا بين العلمانيين والمتدينين في القرن العشرين إلي أن تطوير التعليم الديني التقليدي وظهور مدارس کثيرة له منها مدارس صُبغت بالطابع القومي بتأثير من الحرکة الصهيونية ولربط اليهود بفلسطين، ثم ظهور التعليم الديني الحکومي بعد الإعلان عن قيام إسرائيل عام 1948م والذي دخل بدوره في صراع کبير مع قوتين متضادتين وهما؛ أنصار التعليم التقليدي والذين يرفضون أي محاولة للتغيير ودمج العلوم الدينية مع العلوم الأخري، والقوي الثانية هي المعسکر العلماني الذي کان مهيمنًا علي صنع القرار في إسرائيل. وسنتبع في هذا البحث المنهج الوصفي في رصد وسرد نشأة التعليم الديني ومراحله وأنماطه المختلفة.