جرت العادة بين الدراسات التي تناولت الأودية الجافة بالهضاب الجيرية في الصحراء الشرقية أن التعرية المائية السطحية تعد المتحکم الرئيسي في نشأة وتشکيل مثل هذه الأودية. إلا أن انتشار مظاهر الکارست بشکل نموذجي مثل الکهوف وبالوعات الإذابة والمجاري الجوفية المنهارة وأوعية الإذابة والينابيع والخوانق وبرک الکارست والطوفا والتربة الحمراء ، داخل أحواض هذه الأودية مثل وادي بير العين قد جعل الدراسة الحالية تتساءل إلى أي مدى تؤثر مظاهر الکارست الموجودة داخل المجرى الرئيسي لوادي بير العين وروافده على طبيعة الجريان السطحي.
واعتمدت الدراسة على منهج النظام القائم على وجود مدخلات تتمثل في کمية المطر التي يمکن أن يتلقاها حوض وادي بير العين خلال أحد العواصف المطرية، وبالتحديد العاصفة المطرية التي حدثت في يومي 8 و9 مارس 2014، أما المخرجات فقد تمثلت في صافي محصلة الجريان السطحي. ويعد الفارق بين المدخلات (کمية المطر) والمخرجات (صافي الجريان) هو نتاج ما تم من عمليات داخل حوض الوادي أثناء انتقال المياه من المنبع إلى المصب، وقد تمثلت هذه العمليات في التسرب والتبخر- نتح والابتلاع، والتي تمثل في مجملها محصلة الفواقد المائية. تم تقدير مقدار الابتلاع والذي يعد المؤشر الأهم على التصريف الجوفي لنظام الکارست، من خلال معلومية التسرب وحساب التبخر- نتح، هذا فضلاً عن معلومية کمية المطر الساقطة على الحوض، ومحصلة صافي الجريان.
استنتجت الدراسة أن 86.41 ٪ من إجمالي المياه التي سقطت على حوض وادي بير العين في 8 و9 مارس 2014 قد تم ابتلاعها بفعل مظاهر الکارست المميزة مثل بالوعات الإذابة والشقوق والمجاري الجوفية. ويشير ذلک إلى ضرورة إعادة النظر في دراسة طبيعة الجريان السطحي داخل أحواض الأودية أثناء العواصف المطرية في أراضي الحجر الجيري.
الکلمات المفتاحية:وادى بير العين، هضبة المعازة، الصحراء الشرقية، مظاهر الکارست، الميزانية المائي