تناولت هذه الدراسة شخصية خالد بن طوبال، وأسندت أحلام مستغانمي لهذه الشخصية دور البطولة في ثلاثيتها : ( ذاکرة الجسد، فوضي الحواس، عابر سرير ) . واستوحت أحلام مستغانمي هذا الاسم من التاريخ الجزائري، حيث يشير هذا الاسم إلى کلمة السر أثناء الثورة الجزائرية عام 1945، وهو اسم مستوحى من التاريخ الإسلامي ( خالد بن الوليد)، کذلک أضافت إلى اسم خالد لقب بن طوبال وهو اسم عريق لعائلة قسنطينية نضالت منذ عهد العثماني إلى الاحتلال الفرنسي عام 1830. غير أنّنا نرى هنا کيف مدتْ الراوية هذا الاسم وربطته بالأدب الجزائري، من خلال رواية مالک حداد : ليس في رصيف الأزهار من يجيب.
و تهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن مدى توّفق أحلام مستغانمي في المقاربة بين النص الأصلي، التاريخ والتصوير عبر مخيلة سردية وتمثيلها فنياً، ومدى ارتباط الحقائق بالحياة والأنموذج الاجتماعي والسياسي أو تجاوزها. ومدى تصوير حقيقة الصراع والتحولات التاريخية والاجتماعية في الجزائر.إنّ تحويل صراع الشعب الجزائري المرير الذي دار في القرن التاسع عشر مع الاستعمار فرنسي الذي استوطن الأرض وهتک العِرض لمدة تزيد على مائة وخمس وعشرين سنة إلى قصة مروية اکتسبت الخلود عبر هذا السرد.
اعتمدتُ في دراستي على منهج تأويلي ( الهرمنيوطيقا )، وهو المنهج تبناه الفيلسوف الفرنسي بول ريکورPaul Riceurوالتي فصله في کتابه : "الزمن والسرد في ثلاثة أجزاء.
ورصدتْ الدراسة أهم التغييرات السياسية والدينية على الشخصية الجزائرية منذ عهد الاستعمار الفرنسي إلى مابعده. کما ربطتْ بين دور تطرف السلطة والأصولية في الهجرة عن الوطن، و أثر السلطة الاجتماعية على حرکة المجتمع الجزائري، واکتشفت ثراء النص الروائي وتفوقه على النص التاريخي دلالة وصدقاً.
الکلمات المفتاحية: خالد بن طوبال- ذاکرة الجسد- عابرسرير