تناولت الدراسة مشکلة تأنيث الفقر کونها تعد إحدى أهم المشکلات المؤثرة في المرأة التي يجب العمل على تجنبها, ولن يتأتى ذلک إلا من خلال توفير البيانات والإحصاءات المبنية على نتائج بحوث علمية ومنهجية, تهدف الدراسة إلى الکشف عن أهم العوامل المؤدية إلى إضعاف المرأة وإفقارها, ومحاولة تشخيص أبرز مؤشرات فقر المرأة وتداعياته الصحية والتعليمية والمعاشية في حياتها وحياة أسرتها, ولأجل التحقق من أهداف الدراسة قمنا باختيار عينة بلغ حجمها (200) مفردة, وزعت بين (200) أسرة فقيرة کانت المرأة وحدة الدراسة فيها, أما طريقة سحبها فکانت طبقية ذات مراحل متعددة عکست خصائص مجتمع الدراسة ألا وهو مجتمع مدينة بغداد.
تعد هذه الدراسة وصفية تحليلية, اعتمدت على منهجين أولهما منهج المسح الاجتماعي وثانيهما المنهج المقارن, وکانت الاستبانة الأداة الأساسية في عملية جمع البيانات وذلک بعد مرورها بمراحل عديدة لأجل التحقق من ثباتها ومصداقيتها, فضلاً عن المقابلات والملاحظة البسيطة, وجرى تفريغ بيانات الاستبانة ومعالجتها إحصائياً بالحاسوب بواسطة نظام (spss).
علماً أن الدراسة عرضت فرضية أساسية تنص على " توجد علاقة دالة إحصائياً بين تأنيث الفقر وانخفاض المستوى التعليمي والاقتصادي للمرأة وممارستها للأدوار الهامشية وتردي الأوضاع الصحية وقلة اتخاذها للقرارات المصيرية داخل الأسرة". ورافقتها ثماني فرضيات فرعية, أثبتنا مصداقية سبع فرضيات وهي: توجد فروق معنوية دالة إحصائياً بين فقر المرأة و ازدياد ممارستها للأدوار الهامشية, وهنالک علاقة طردية بين فقر المرأة وانخفاض مستوى دخلها, وهناک فرق دال إحصائياً بين فقر المرأة وتعرضها للاستغلال, و يوجد فرق معنوي دال إحصائياً بين الفقر المادي للمرأة وانخفاض مستوى تعليمها, والتمييز الجندري عامل مؤثر في فقر المرأة, و کلما ازداد فقر المرأة قل اتخاذها للقرارات المصيرية داخل الأسرة, وهنالک فرقٌ دال إحصائياً بين الفقر المادي وتردي الأوضاع الصحية. أما الفرضية التي لم تثبت مصداقيتها فهي توجد علاقة طردية بين الموجهات الثقافية والاجتماعية التقليدية وبين فقر المرأة.