الوحي مفردة تأخذک إلى عالم الملکوت، أخذت أقوى عقول الفلاسفة والمفکرين إلى أصعب المواطن غموضاً، فما کان منهم إلا أن فسروها بما هو أبهم من معانيها، لأن الوحي لا يرتبط بشخص أو ابتکره شخص، هو مفهوم إلهي، يعني ما لايستطيع أو تستطيع أيها المفکر أن تدرک کنهه بعقلک المخلوق من المخاطب الحق تبارک وتعالى، فالوحي لغز من ألغاز خلقه.
لقد أثارت نظرية عبد الکريم سروش في الوحي هزة عنيفة في الأوساط المحافظة الإيرانية، بل لدى بعض الإصلاحيين، إذ إنهم بالعصور المعرفي وضعف تشعبه بعلوم القرآن والسيرة النبوية وخلطه بين الإلهام والوحي دون الانتباه إلى الفوارق بين الأمرين.
تلخص نظرية سروش في الوحي إلى اعتبارها شکلاً من أرقى أنواع الإلهام التي ذکر الله عدداً منها في القرآن الکريم، سواء کانت الأطراف المعنية بالوحي أو الإلهام بشراً مثل أم موسى أو کانت غير عاقلة من حيوان مثل النمل.
انقسمت ردود الأفعال حول آراء سروش عن الوحي، هناک من کفر الباحث وأثار ضجة حول مواقفه وإنکاره ودعا إلى إقامة الحد عليه، وهناک من دعا إلى مجادلة مع الرجل علميا ودحض نظريته وبيان خطئها أو انحراف قصدها علمياً.
الکلمات المفتاحية:الوحي تعليم غيبي لمن اصطفاه سبحانه