يتحدد التساؤل الأساسي للبحث ومفاده: ما هي العلاقة القائمة بين مؤشرات الإنفاق الکويتي ذات الصلة بالتنمية البشرية والمردود التنموي الحقيقي لدى السکان الکويتيين؟ کما تحددت أهداف البحث في: الکشف عن التنمية البشرية کمفهوم وأبعاد وانعکاسات على الفرد والجماعة، وتشخيص المقولات النظرية التي تساعد على فهم العلاقة بين الإنفاق والمردود التنموي وفقًا للتراث النظري ذات العلاقة، إلي جانبالتعرف على حرکة التنمية البشرية علي الصعيد العالمي لرصد موقع الکويت، والاهم من ذلک طرح منظور تقويمي حول جدوى الإنفاق الحکومي الکويتي قياسا بارتفاع متوسط الدخل الفردي والنهوض بمخرجات التعليم وتحسين المستوي الصحي لدي المواطن الکويتي.
لتحقيق هذه الأهداف ينقسم البحث إلي ثلاثة محاور، الأول: الملامح الأساسية للبحث من خلال عرض للإشکالية البحثية ومدي أهميته النظرية والتطبيقية وتحديد التعريفات الإجرائية لمفهوماته، وتحديد نوع البحث وطرح تساؤلاته، أما المحور الثاني فيختص بالإطار النظري متضمنا: عدد من الحقائق التي يجب أخذها في الاعتبار لتحليل العلاقة بين مؤشرات الإنفاق والمردود التنموي في المجتمعات العربية عامة ودولة الکويت خاصة، عرض تحليلي يتسم بالتفصيل لمکونات التنمية البشرية، ثم تحديد المقولات النظرية المساعدة علي تفسير إشکالية البحث، وقد تمثل ذلک في نظرية رأس المال البشري، ومدرسة التحديث، ومدخل التبادل لتوضيح العلاقة بين التکلفة والعائد، وصولا إلي الإنفاق والعائد المنطوي علي فجوات تتضح من خلال التوزيعات الجغرافية بدولة الکويت.
ويعرج البحث إلي المحور الثالث الذي يهتم بالواقع الکويتي بتفاصيله ليمثل نتائج البحث، حيث تم التوصل إلي العديد من النتائج الخاصة بمؤشرات الدخل والتعليم والصحة والتمييز الجنسي، کما تأکد للبحث وجود هوة ما بين الإنفاق الحکومي الکويتي لتحقيق التنمية البشرية والمردود التنموي قياسًا بمعطيات الدخل والتعليم والصحة والتمييز الجنسي، کما توصل البحث إلي تحديد مکانة الکويت في التقارير التنموية العالمية والإقليمية والدالة علي وجود تذبذب واضح في هذه المکانة صعودًا وهبوطًا، ليبقي التساؤل المشروع: لماذا لم تستطع الکويت الوصول إلي تنمية بشرية تتسم بالمثالية والاستدامة؛ رغم الارتفاع المتتالي في الإنفاق الحکومي لتحقيق هذا الهدف؟
للإجابة علي هذا التساؤل طرح البحث کيفية تقليل الفجوة بين الإنفاق والمردود من منظور جغرافي تمثل في: البحث عن نماذج تربوية مغايرة لخلق جيل يمکنه التکيف مع کافة المتغيرات والأزمات الحياتية، غرس قيم الادخار والاستثمار لدي الفرد والجماعة بدولة الکويت، القضاء علي الفجوات القائمة في توزيعات الخدمات الصحية بحيث تراعي العلاقة بين أعداد المراکز والمرافق الصحية والتحسن البيئي وعدد السکان بمختلف المحافظات الکويتية، تفعيل دور المرأة الکويتية في العمل المنتج.