يعد الوصف من أهم البنى الخطابية في قصة "في العُلية" لاهرون ميجد، ملأت القصة بالوحدات الوصفية السردية ومسانيدها، تنوعت بنية الوصف من وصف الرؤية، ووصف القول، ووصف الأفعال صبت جميعا من أجل هدف وصف المکان.
کان للوصف في القصة وظائف متعددة، منها الوظيفة التاريخية التي کثيرا ما ميزت قصص ميجد الأولى وما تسمى بالاوتوغرافيا، قدمت القصص وصفا دقيقا لبيئة المجتمع اليهودي الهارب من شرق أوربا الى فلسطين في بداية القرن العشرين أبان الاستعمار العثماني، برزت الوظيفة الجمالية في اوصاف وظفت الأنسنة في رسم صور سردية ذات جمل شعرية قصيرة وذي خيال خصب، أضافت السخرية والفکاهة بعدا فکريا ﺁخر لتلک الصور السردية. احتوت القصة وظيفة مهمة أخرى هي الوظيفة الدلالية بامتزاجها مع مضمون القصة، فأنتج بعدا رمزيا للمضمون، ﺇذ کان وصف ميجد لفکرة مکيدة صعود البطل الى عُلية الکنيست، ذلک المکان المقدس والامن في اليهودية، وألحقها بوصف نزول الولد من العلية وملاحقته وضربه من قبل الأولاد بتعابير وصفية قريبة من فکرة هجرة اليهود في نهاية القرن التاسع عشر الى فلسطين وما تلاها من أحداث.
والبحث هنا تناول ﺇجرائي لقصة نمطية من قصص اهرون ميجد کشف فيها عن أهمية الوصف في النص الأدبي ووظيفته الکبير في التعبير عن خطاب النص وهو مقاربة نصية بين القصة وفکرة هجرة اليهود الى فلسطين.