في بحثنا هذا نسلط الضوء على السخرية في الخطاب السياسي الإسرائيلي من خلال التحليل التداولي لنماذج مختارة من خطب المسؤولين السياسيين الاسرائيليين سواء الذين في دفة الحکم أو المعارضين للحکومات. وقد تطرقنا في بحثنا هذا إلى دراسة السخرية والفرق بينها وبين الفکاهة بصورة عامة من خلال التطرق إلى النظريات التي تناولت هذا الموضوع.
وتعد السخرية السياسية هي إحدى الوسائل البلاغية المهمة حيث يستخدمها الزعماء والسياسيين للتعبير عن آرائهم وافکارهم تجاه مختلف القضايا الداخلية والخارجية والهدف منها إرسال الرسائل إلى المتلقي بطريقة ساخرة لغرض التأثير عليه.
من خلال البحث والتحليل توصلنا إلى إن اعتماد عنصر السخرية والذي هو احد الوسائل البلاغية المهمة في الخطاب السياسي يؤدي وظائف کثيرة من اهمها النقد والاحتجاج وکذلک التسقيط السياسي سواء الخطاب الموجه الى الداخل أو ما يتعلق في السياسة الخارجية من خلال الخطب الرسمية التي تمثل الدولة في المحافل الدولية أثناء طرح القضايا المهمة. وکذلک في عمليات إدارة الصراع بين الدول.
ومن هنا فقد کان للسخرية السياسية في السياسة الاسرائلية مساحة واسعة في الحراک السياسي في الداخل من اجل استمالة الجمهور الى توجهات الاحزاب والکيانات السياسية من خلال تنظيم الکلمات والخطب السياسية للتعابير الساخرة سواء کانت تلک الخطب في الکنيست او المناسبات المختلفة.
من جانب اخر فقد تضمن الخطاب السياسي الاسرائيلي اسلوب السخرية في السياسة الموجهة الى الجانب الاخر الذي يعتبرة عدواو يعمل على تقويض الوجود حيث تضمن ذلک الخطاب التعابير الساخرة التي تعتمد على دغدغة مشاعر المجتمع الدولي. وتشير دراسات عديدة تناولت السخرية و تاثيرها على المتلقي بان السخرية تحفز التفکير الابداعي لدى من يقوم بالتهکم و کذلک من يستمع اليه. وتضيف تلک الدراسات بان الاسلوب الساخر هو من الاساليب ذات التاثير المباشر على المتلقي لاسيما في الشأن السياسي.