يتناول هذا البحث دراسة لحرکات جسم الانسان وأثرها في تجسيد شخصية البطل في قصص عکنون. إن هدف هذه الدراسة هو لإثبات حقيقة مفادها: بأن حرکات جسم الأنسان لها الأثر الکبير في رسم شخصيات القصة بشکل عام, وشخصية البطل بشکل خاص. حيث اثبتت هذه الدراسة بأن حرکات أعضاء جسم الأنسان لها أثر بارز وواضح ببناء الشخصيات والأحداث کحالة مترابطة, لأنها تعبر أو تعکس بشکل جلي وغير قابل للجدل عن حالات الأنفعال والفرح والحزن والغضب. وتکون هذه الحرکات معبرة عن الوضع النفسي والأجتماعي, وعن الغاية الأساسية المستوحاة من خيال الکاتب. وکذلک تنعکس على أختيار الأسماء والأماکن في القصة, کلها دلالات يهدف القاص الى إيصالها بأسلوب مقبول الى القارئ. الکاتب يجسد أختياره لوصف حرکات الجسم أو اسماء لشخصيات في القصة کأن تکون أسماء توراتية أو أسماء حديثة, ويربط بين حرکات الجسم وتلک العناصر المذکورة في بودقة واحدة تتم صياغتها بشکل مقبول. لذلک فأن لغة جسم الأنسان إنما هي إنعکاس لأفکار وأحداث للکاتب, والتي يتم التوصل اليها من خلال تجسيد حرکات اليد والأرجل وبقية أعضاء الجسم. هذا الأسلوب يمثل مرحلة متطورة في طريقة کتابة القصة, وکيفية فهم الموضوع المراد إيصاله الى القارئ. وتعتبر لغة الجسد إحدى الأقسام المهمة للسيمائية الحديثة في البناء الأدبي, وهو علم الأشارة الذي يشهد تطورا واضحا في الدراسات الأدبية والأسلوبية, وحتى في المجال الترجمي. لذلک أخترنا هذا الموضوع لأثبات الفرضية: بأن لحرکات جسم الأنسان الأثر الکبير في کتابة القصة, وقد أعتمد هذا البحث على دراسة تحليلية نقدية لنماذج من قصص عکنون التي تحقق هدف البحث.