تعددت مظاهر الآخر في الرواية العراقية في السنوات الأخيرة، فالآخر ليس بالضرورة البعيد جغرافيا، أو صاحب العداء التأريخي أو التنافس الدائم، کما في رواية (عصفور من الشرق) لتوفيق الحکيم، والروايات الأخرى التي على غرارها، إذ يمکن للذات أن تنقسم على نفسها، أو يحارب بعضها البعض الآخر، فالأنا العربية تشظت وانقسمت أنواعا متصارعة فيما بينها، بعدما کانت محسومة في السابق، في صراع الأنا العربية مع الآخر الأجنبي، وهذا التشظي، وسم الرواية العربية المعاصرة بالتعقيد والغموض، فهناک اخر داخلي، واخر خارجي، والداخلي ينقسم الى أقسام عدة، وقد قمنا بدراسة کلا النوعين في رواية ( الکافرة )، وبما اننا في صدد دراسة الآخر فلابد من دراسة (الأنا ) لترابطهما الشديد مع بعضهما فلاوجود للآخر من دون وجود الذات ( الأنا )، لذلک قسنا البحث على مبحثين، وتمهيد، التمهيد : تناول ثنائية الأنا والآخر، وصورة الآخر في رواية الکافرة وتناول المبحث الأول : الآخر الداخلي وانواعه وتناول المبحث الثاني : الاخر الخارجي ثم الخاتمة وقائمة المصادر. وعلى الرغم من أن رواية ( الکافرة ) عنيت بجذور الأرهاب الديني، إلا ان (الآخر ) کان واضح فيها، فالمرأة کانت هي (الآخر) على امتداد الرواية، وعانت ماعانت من الظلم والإضطهاد من المجتمع الذکوري الذي يمثل (الأنا )، حتى تتحول المرأة في نهاية الرواية الى ( الأنا ) ويصبح الرجل هو (الآخر )، بتغير المکان والزمان .