لايمکن إنکار دور المرأة في المجتمعات البشرية أياً کانت وأينما تواجدت ليس کنصف المجتمع فحسب بل کشريک حقيقي مساهم في بناء وإغناء التجربة الإنسانية بکل محاورها، کما أن وجود المرأة يشکل تحدياً تاريخياً نمى وتطور في ظل التجربة الإنسانية وظهور الدول وانتشار الثقافات إلا أن هذا الدور لا يکون فعالاً ولا يأخذ مساحتهُ الحقيقية إذا کانت المعتقدات والبنى المعرفية لدى الفرد والمجتمع ککل عکس ذلک وإنها (أي المرأة) أقل کفاءة وعملاً من الرجل، أن هذه المعتقدات المعرفية للفرد (سواء کان ذکر أم أنثى) لها من التأثير على شخصه وسلوکه التأثير الکبير والذي يحدد أدواره في المجتمع سواء في العمل أو الدراسة أو الأسرة وحتى في قيادة وإدارة المؤسسات والمراکز القيادية.
ولذلک هدف البحث الحالي إلى مسح للرأي العام للمعتقدات المعرفية لدى طلبة الجامعة (ذکور وإناث) والتي يحملونها نحو دور المرأة في المجتمع، ولتحقيق هدف البحث وزعت استبانة فيها اسئلة وأسباب لعينة بلغت (300) من طلبة جامعة بغداد تم اختيارهم بشکل عشوائي من ثلاث کليات هي (الآداب واللغات وتربية ابن رشد) وبواقع (150) طالب و(150) طالبة وتطبيق الاستبانة عليهم.
وبعد إجراء المعالجات الإحصائية للإجابات والأسباب توصل البحث إلى أن النسبة الأعلى من الذکور والإناث وبنسبة أعلى للإناث يعتقدون أن المرأة ليس لها دور مکافئ وفعال مثل الرجل في المجتمع والقيادة، في حين کانت النسبة الأعلى من الذکور والإناث يعتقدون أن المرأة لها دور مکافئ وفعال مع الرجل في العمل والتعليم، أما في الأسرة فکانت النسبة الأعلى من الذکور يعتقدون أن للمرأة دور مکافئ للرجل في حين أن الإناث کانت النسبة الأعلى أنهم لا يعتقدون ذلک وتم إدراج الأسباب من وجهة نظر الطلبة.
وفي ضوء ذلک أوصت الباحثة بضرورة تفعيل دور المرأة خاصة لدى النساء أنفسهن من خلال التوعية والتکريم في الإعلام والمؤسسات والبدء في ذلک من الطفولة ومن خلال المناهج الدراسية في المدارس والمؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية