لقد توجه العديد من المسرحيين المحدثيين وعن قصدية واعية إلى ثقافات نائية عنهم مثل (مايرهولد, ارتو, برخت, کروتوفسکي, برووک) مجتهدين لتأسيس لمسرح ما بعد حداثوي ينهل من ثقافة الأخر / الأجنبي شکلا أو فکرا, وتؤکد هذه الحقيقة بأن هناک مشترکات إنسانية قادرة على التواصل والاستيعاب من قبل الأخر, بحيث أصبحت ثقافة المسرح ثقافة تداولية قابلة للفهم ومکتسية بالجمال.إن الإيماءات والإشارات والحرکات تمثل مفاهيم فکرية واجتماعية وثقافية تشکل النظام الفکري للإنسان وان الکثير منها يحمل أفکاراً أو شفرات تنتمي إلى المستوى العالمي,ولذا فأن هذا البحث يحفر في ذاکرة الإنسان الحرکية من خلال الوعي واللاوعي وعلاقتهما في تحليل وتأويل الحرکة الجسدية للمؤدي / الممثل في المسرح العرقي  للوصل إلى الفهم المطلوب .إن السؤال الذي يطرحه هذا البحث هو: کيف يتلقى المستقبل الحرکة الجسدية أو الإيماءة أو الإشارة وما هو دور الذاکرة الحرکية في عملية التلقي؟