بدأ المستشرقون البحث عمّا يحويه تراث الشّرق من کنوز جهل أهلوها غناها، فنقّبوا في تراثنا المخطوط، ووزّعت جهودهم في أماکن شتّى من أنحاء العالم، وتداعوا إلى جمع هذا التراث وفهرسته وتحقيقه ونشره، وکان من الممکن أن يظل حبيس الخزائن، وفي الوقت نفسه لا نملک وسائل نشره.
من هنا جاءت فکرة هذا البحث الذي يهدف إلى الوقوف على أحد کتب التراث في التراجم (نور القبس المختصر من المقتبس) الذي اعتنى المستشرق الألماني رودلف زلهايم على تحقيقه ونشره، فجاء هذا البحث ليلقي الضوء في نظرة شاملة حول هذا الکتاب لدراسة منهجية المحقق مع عرض لفصول الکتاب ومحتوياته، ولتعميق مغزى الدراسة عملنا على انتقاء نماذج من أعلام الکتاب وفقاً لتقسيم أعلامه اتباعاً للتقسيم الجغرافي، فانتقينا من کل بقعة جغرافية علماً، وعملنا على مقارنة ما جاء في ترجمته بما ورد في ترجمة (وفيات العيان) لابن خلکان، وذلک لانتساب الکتابين لحقبة زمنية واحدة، مع التعليق على منهجية الکاتب وتقسيمه للکتاب وفهارسه.